TRENDING
اللقاء الأخير مع هالة فؤاد... سطور من الألم والسكينة

في واحدة من أكثر اللحظات ألمًا وإنسانية، استعاد الكاتب الراحل محمد بديع سربيه مشهداً مؤثراً من أيامه الأخيرة مع الفنانة الراحلة هالة فؤاد، التي غادرت الحياة في عمر الزهور، ولكنها تركت خلفها قصة إنسانية تهز الوجدان.

مشهد النقاب والوعظ في صالون العزاء

كانت آخر مرة رأى فيها محمد بديع سربيه الفنانة الراحلة قبل عام من وفاتها، خلال عزاء زوج النجمة سهير البابلي. لم يرَ وجه هالة فؤاد، بل رآها جالسة على الأرض، ترتدي نقابًا سميكًا، تلقي موعظة مؤثرة على سيدات الصالون، تحثّهن فيها على العودة لطريق الله، والابتعاد عن الزيف ومظاهر البهرجة.

لم تكن تلك الكلمات موجهة لمسامع الجمهور، بل كانت وصية قلب موجوع يعرف اقتراب النهاية، قالتها بعفوية من عرف قيمة الحياة بعد أن ضاق به المرض.

كلمات الأب المختنقة ودموع لا تجف

بعد أيام قليلة، التقى بديع سربيه والدها، المخرج الكبير أحمد فؤاد. سأل الأب الموجوع عن حال ابنته، فأجابه بصوت مخنوق: "لا أحد من الأطباء يقول لي كلمة اطمئنان... الخطورة تزداد يومًا بعد يوم".

لم تخفِ العيون الدامعة الحقيقة المؤلمة: المرض كان ينهش جسد هالة في صمت، وهي تعلم أن النهاية قريبة، لكنها اختارت أن تقابل قدرها بثبات وإيمان وشجاعة نادرة.

وصايا بين سطور الألم

كانت هالة فؤاد تدرك أن المرض لن يمهلها طويلًا. كتبت وصيتها أكثر من مرة، ولم يكن يشغل قلبها سوى مستقبل ولديها. لم تسعَ للشهرة، ولم تلتفت للأضواء في أيامها الأخيرة، بل اختارت أن تودّع الدنيا في سكون، كما عاشتها في هدوءٍ داخلي لا يعرفه سوى القريبين منها.

سيدة خجولة في مواجهة المرض والعزلة

رحلت هالة فؤاد، ولكن بقيت صورتها محفورة في الأذهان: فنانة من زمن نقي، اختارت الدين على الشهرة، والإيمان على الظهور، وكانت مثالًا في الرقة والصبر والتقوى. أما والدها، فقد لحِق بها حزينًا، باكيًا، كأنما أغلقت الحياة أبوابها بعد غياب ابنته.


يقرأون الآن