نجح مسلسل "رائحة الصندوق" Sandık kokusuالتركي في خوض اختبار الحلقة الأولى، وفي حجز مساحة له كمسلسل يستحق المشاهدة، أقله هكذا توحي البدايات.
فالحكم على مسلسل من حلقته الأولى، يبدو غير منصفاً، إلا في المسلسلات التركية حيث تمتد الحلقات على أكثر من ساعتين، بما يوازي 4 حلقات تلفزيونية.
يبدأ المسلسل بداية بطيئة، كارسو (أوزجي أوزبرنجي) تلد ابنتها الثالثة، تصل والدتها فيليز (ديميت أكباغ) متأخرة، كارسو تحب العائلة، لديها بنت وصبي لكنها أصرت أن تنجب الثالثة، فيليز أم تهتم بمظهرها، زبونة دائمة لدى طبيب التجميل، توحي أنها غير مسؤولة.
تحاول أن تساعد ابنتها على الاهتمام بالأطفال الثلاث، غير أن غيرة كوزاي الطفل من شقيقته المولودة حديثاً، تدفع بكارسو المقيمة في أضنة، إلى الطلب من أمها أن تأخذ الطفل معها إلى اسطنبول، لتتمكن من الاهتمام بمولودتها.
تدرك فيليز أنّها جدة غير مسؤولة، ترفض في البداية ثم تنصاع، وفي الحافلة المتجهة إلى اسطنبول، تخرج الجدة في فترة الاستراحة من الباص، تترك الطفل نائماً، دقائق يستيقظ فيها الطفل يخرج من الحافلة ويبدأ بالبحث عن جدته قبل أن يتعب، فيعاود الصعود إلى حافلة جديدة، ويلتقي هناك بأمٍ دفنت ابنها للتو، تجد فيه مكافأة.
مشهد الجدة وهي تكتشف ضياع الحفيد واحد من أجمل مشاهد الحلقة، الجدة اللامبالية، التي ترتدي قناع الأنانية، تنهار ثم تحضر نفسها لمواجهة مع ابنتها.
على مدى ساعتين ونصف نشاهد العائلة التي ضاع ابنتها وهي تحاول لملمة جراحها. الكل مضى إلى حياته الطبيعية باستثناء كارسو. نكتشف أن فيليز أيضاً لا تزال تعيش تفاصيل المأساة. تبدع ديميت أكباغ بدور فيليز بتفاصيل التفاصيل، حين تقف شامخة، وحين تنهار وهي تأبى السقوط.
لا يدور المسلسل في دوامة الصغير التائه، إذ تعثر عليه والدته بعد 3 سنوات، في نهاية الحلقة الأولى. بين أن يتوه وأن تعثر عليه، تراكمت الكثير من التفاصيل، علاقة كارسو بوالدتها، علاقتها بزوجها وابنتيها، وعلاقة زوجها الغرامية بصديقتها.
في إعلان الحلقة الجديدة، تكتشف كارسو هذه العلاقة، فتمضي بأولادها الثلاثة إلى اسطنبول، حيث تلتقي صدفة بوالدتها.
المسلسل يتّجه نحو قصص جديدة، كيفية تقبل كارسو لخيانة زوجها وصديقتها وهي في أحلك سنوات حياتها، وكيفية لقائها بوالدتها من جديد.
مسلسل عاطفي، لا يغرق في البكائيات، ميزته تفاصيله، أداء أبطاله، الشخصيات المرسومة بدقة، تطوّر الأحداث، وإيقاعه السريع.