TRENDING
مشاهير تركيا

النجمة التركية نيهال جاندان تموت جوعًا بعمر الثلاثين: ضحية الشهرة والسجن

النجمة التركية نيهال جاندان تموت جوعًا بعمر الثلاثين: ضحية الشهرة والسجن

توفيت المؤثرة التركية الشهيرة نيهال جاندان عن عمر يناهز الثلاثين عامًا، بعد تدهور حالتها الصحية نتيجة إصابتها بمرض فقدان الشهية العصبي (الأنوريكسيا نرفوزا).


ووفقًا لما أعلنته مصادر طبية، فإن وزن نيهال انخفض إلى 23 كيلوغرامًا فقط قبل أن تفارق الحياة في إحدى مستشفيات إسطنبول، رغم محاولات إنعاشها المتكررة.


لحظات الوداع الأخيرة

نُقلت نيهال إلى العناية المركزة في حالة حرجة بعد أن توقّف قلبها مرتين خلال 24 ساعة. ورغم جهود الطواقم الطبية في إنعاشها، توفيت في صباح يوم السبت، ما أثار صدمة واسعة في الشارع التركي وبين متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي.

تمت مراسم الجنازة في جامع بارباروس خير الدين باشا بحي ليفينت في إسطنبول، بحضور والدتها وشقيقتها باهار چاندان، بالإضافة إلى عدد من المقربين والشخصيات الإعلامية. وقد بدت والدتها في حالة انهيار، وصرّحت وسط دموعها:

"قالت لي إنها ستصبح قاضية أو محامية.. لقد رحلت ابنتي ولم يبقَ منها سوى جسد نحيل".

من الطفولة إلى عالم الشهرة

وُلدت نيهال چاندان، واسمها الحقيقي "غولنيهال"، في 15حزيران/ يونيو 1995 بمدينة مرسين التركية. درست القانون في جامعة بيركيد في إسطنبول، إلا أن شهرتها الحقيقية بدأت من عالم الموضة والتلفزيون.


انطلاقتها عبر تلفزيون الواقع

دخلت نيهال عالم الأضواء من بوابة برنامج المسابقات الشهير "Bu Tarz Benim" (هذا هو ستايلي) في عام 2014، حيث جذبت الأنظار بأسلوبها الجريء وشخصيتها القوية. لاحقًا، شاركت في النسخة التركية من برنامج "Survivor" عام 2016، مما عزّز من شعبيتها وجعلها من أبرز الأسماء في برامج الواقع.

صعود على مواقع التواصل الاجتماعي

استثمرت نيهال شهرتها التلفزيونية لتبني لنفسها قاعدة جماهيرية ضخمة على منصات مثل إنستغرام وتيك توك، حيث شاركت متابعيها يومياتها، وإطلالاتها، ورحلاتها الفاخرة. وتمكنت من ترسيخ مكانتها كمؤثرة في مجال الأزياء ونمط الحياة (Lifestyle Influencer).


السقوط المدوّي: قضايا وتهم واحتيال

في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، انهارت صورة نيهال حين اعتُقلت مع شقيقتها باهار چاندان ضمن قضية احتيال كبيرة، عُرفت إعلاميًا باسم "قضية منظمة المساعدات المزيفة".

وجّهت لهما النيابة تهمًا تتعلق بالانتماء لتنظيم إجرامي، الاحتيال المنظّم

غسيل الأموال

طالبت النيابة العامة بعقوبة تصل إلى 24 عامًا بالسجن لكل منهما. خلال توقيفها، تم سجن نيهال احتياطيًا أكثر من خمسة أشهر، وهناك بدأت المأساة الصحية.


الإفراج لأسباب صحية… لكن الوقت كان متأخرًا

في نيسان/ أبريل 2024، وبعد أن بلغ وزنها 37 كيلوغرامًا، أُفرج عن نيهال بسبب تدهور حالتها الجسدية.

لكن رغم الإفراج، لم تتحسن حالتها. بل استمر وزنها بالانخفاض تدريجيًا:

ايار/مايو: 29 كغ

حزيران/يونيو: 25 كغ

قبل الوفاة: 23 كغ فقط

رفضت دخول المستشفى رغم التوصيات، ولم تتجاوب مع جلسات العلاج النفسي أو الغذائي. عاشت في عزلة، ترفض الطعام والمساعدة.


لحظة النهاية: توقف القلب ووداع مؤلم

في الأسبوع الأخير من حياتها، تم نقلها إلى المستشفى وهي في حالة وهن شديد. توقف قلبها لأول مرة وتم إنعاشها، ثم توقف للمرة الثانية دون استجابة.

أُعلن عن وفاتها رسميًا في 21 حزيران/ يونيو 2025، وتم دفنها بعد صلاة الجنازة في جامع بارباروس خير الدين باشا، ثم إلى مقبرة كيليوس في إسطنبول.


ردود الفعل والصدمة

حالة من الذهول اجتاحت مواقع التواصل. كتبت زميلتها السابقة في البرامج، إيفانا سرت:

"نيهالي... كنت مليئة بالحياة. الآن أصبحتِ ذكرى مؤلمة".

وصف البعض ما حصل بـ"جريمة صامتة"، حيث تركت نيهال لتواجه اضطرابها النفسي والجسدي وحدها، دون دعم كافٍ من السلطات أو حتى المحيطين بها.


عبرة من خلف الكواليس

قصة نيهال چاندان تُظهر الوجه القاتم لعالم الشهرة والسوشيال ميديا.

صحيح أنها كانت نجمة، لكنها عاشت عزلة داخلية، بين ضغط الظهور، وثقل التوقعات، وانهيار صورتها الاجتماعية بعد السجن.

في النهاية، لم تقتلها الأنوريكسيا فقط، بل أيضًا الإهمال، الصمت، والخوف من الضعف أمام الناس.

يقرأون الآن