عُرف مسلسل Squid Game منذ بدايته كظاهرة فنية حظيت بإعجاب النقاد والجماهير على حد سواء. الموسم الأول من المسلسل، الذي عرض في أيلول/سبتمبر 2021، كان قد لاقى نجاحًا هائلًا، حيث نال إعجاب المشاهدين حول العالم وتصدر قوائم المشاهدة على منصات البث، بينما كان التقييم النقدي للجميع يقارب 95% على موقع Rotten Tomatoes. إلا أن الموسم الثالث الذي تم عرضه في حزيران/ يونيو 2025، شهد تراجعًا ملحوظًا في التقييمات، مما فتح الباب للكثير من التساؤلات حول السبب وراء هذا التراجع.
هل تراجع حقًا تقييم المسلسل؟
فيما يخص التقييمات، شهد الموسم الثالث من Squid Game تراجعًا دراماتيكيًا في آراء الجمهور والنقاد على حد سواء. في البداية، حصل الموسم الثالث على تقييم 81% من النقاد على موقع Rotten Tomatoes، وهي نسبة ليست سيئة لكنها بعيدة عن التألق الذي حققه الموسم الأول. أما من حيث تقييم الجمهور، فقد انخفض بشكل حاد إلى 51%، وهو انخفاض كبير مقارنة بالموسم الأول الذي نال إعجاب الجماهير بنسبة 84%.
أسباب التراجع: ماذا حدث في الموسم الثالث؟
العديد من النقاد والمشاهدين أرجعوا تراجع التقييمات إلى عدة عوامل مرتبطة بمحتوى الموسم الثالث:
1. الضعف في الحبكة: من أبرز الانتقادات التي وُجهت للموسم الثالث كان ضعف الحبكة واللجوء إلى سرد أحداث أقل تشويقًا. الجمهور اعتبر أن القصص التي تم تقديمها لم تكن بنفس القوة التي عُرفت بها Squid Game في البداية. إضافة إلى ذلك، تراجع الاهتمام بالشخصيات الأساسية، مما جعل تفاعل الجمهور مع الأحداث يضعف.
2. الحبكة غير المنطقية: انتقد البعض أن المسلسل بدأ يعتمد على أفكار غير منطقية. على سبيل المثال، فصل جديد تم تقديمه حيث يحقق الطفل الصغير النصر في لعبة غير متناسبة معه، ما أدى إلى شعور العديد من المشاهدين بأن القصة خرجت عن إطارها الواقعي.
3. التركيز على مشاهد العنف دون مغزى: في حين كانت Squid Game تتميز في موسميها الأولين باستخدام العنف كأداة لتسليط الضوء على التفاوت الاجتماعي والفقر، فقد شعر البعض أن الموسم الثالث اعتمد بشكل أكبر على العنف فقط كوسيلة لجذب الانتباه دون تقديم مغزى أعمق.
4. تأثير الشهرة على الجودة: هناك من يرى أن الشهرة التي حصل عليها المسلسل في الموسم الأول قد أدت إلى نوع من الاستعجال في إنتاج الموسم الثالث دون الاهتمام الكافي بتطوير القصة أو الشخصيات. الشهرة الكبيرة قد تكون أحيانًا سلاحًا ذا حدين، حيث يؤدي ضغط النجاح إلى تقديم عمل دون المستوى المتوقع.
التفاعل الجماهيري: هل أثر الموسم الثالث على سمعة المسلسل؟
رغم تراجع التقييمات، لا يمكن إنكار أن Squid Game ما زالت تعد واحدة من أكثر المسلسلات مشاهدة في تاريخ Netflix. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن الموسم الثالث فتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول مصير الموسم الرابع، وهل سيكون قادرًا على استعادة جودة الموسم الأول.
فيما يتعلق بالتفاعل الجماهيري، أبدى الكثير من المشاهدين خيبة أملهم من النهاية المفتوحة للموسم الثالث والتي بدت غير مرضية للكثيرين. ربما كانت التوقعات عالية جدًا بعد النجاح الكبير للموسم الأول، مما جعل أي تراجع في الجودة أكثر وضوحًا.
ما الذي ينتظر Squid Game في المستقبل؟
من المبكر الجزم بمستقبل المسلسل بعد الموسم الثالث، لكن من المؤكد أن Squid Game ترك بصمة كبيرة في الثقافة الشعبية وستظل تحظى بمتابعة عالمية. ولكن مع تزايد الانتقادات حول الموسم الثالث، قد يكون أمام فريق الإنتاج تحديات كبيرة في الموسم المقبل، سواء من ناحية تعزيز الحبكة أو تقديم محتوى يوازي نجاح الموسم الأول.