TRENDING
Trending

هجوم على نبيلة عبيد بسبب شقة الذكريات.. تنمّر ممنهج وانحدار مرعب في التعاطف الإنساني

هجوم على نبيلة عبيد بسبب شقة الذكريات.. تنمّر ممنهج وانحدار مرعب في التعاطف الإنساني

أبدى كثيرون صدمتهم من حجم الهجوم العنيف الذي طال الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد بعد تصريحها المؤثر بأن تركها لشقتها، التي عاشت فيها لعقود، سيكون بمثابة "الموت"، لما تحمله من ذكريات وحياة كاملة سكنتها الجدران.

فيما انشغل البعض بمهاجمة نبيلة عبيد على خلفية هذا التصريح، بحججٍ متكررة من نوع "ما تشتريها"، و"إنتي نبيلة عبيد يعني!"، ظهر جلياً من النبرة العدوانية في كثير من التعليقات أن الأمر يتجاوز النقاش المالي أو المنطقي. هناك ما يشبه "الرغبة في القسوة"، وكأن العيار الذي لا يصيب لا بد أن يُدوش، وكأن بعض الجمهور بات يعتبر أن الفنان هو خصم ينبغي الانتقاص منه دائمًا، لا شخص قدّم عمره كله في سبيل الفن.

ولم تسلم نبيلة عبيد – رغم تاريخها العريق – من التنمّر اللفظي والنظرة الفوقية التي أفرزتها ثقافة جديدة أقل ما توصف به أنها جافة، وقاسية، ومنزوعة الإحساس.


نبيلة عبيد ليست مجرد فنانة، بل هي تاريخ في حد ذاته. هذه المرأة التي كانت ذات يوم تقود حقبة البطولة النسائية في السينما المصرية، وتنافس أفلامها أفلام الزعيم عادل إمام في شباك التذاكر، قدمت أعمالاً خالدة صنعت ذاكرتنا الفنية. من شاهدها على شاشة السينما يعلم تمامًا كيف كانت تختار أدوارها وتعيش شخصياتها بتفانٍ وصدق، دون ادعاء ولا استعراض.


الغريب أن البعض يبدو وكأنه لا يستوعب أن نجوم الزمن الجميل لم تكن أجورهم كما هي اليوم. نبيلة عبيد لم تكن من أولئك الذين ركضوا وراء مشاريع استثمارية أو "ماركات" شخصية. عاشت لفنها فقط، وكرّست نفسها له. واليوم، في هذا العمر، لا يمكن أن يكون من السهل عليها تأمين 16 مليون جنيه لتحتفظ بشقة هي وطنها العاطفي والنفسي.

ولو كانت قادرة على شراءها، هل كانت ستخرج بهذا التصريح المؤلم؟ هل استدانت من أحد؟ هل طلبت العون؟ أم أنها فقط عبرت عن وجع حقيقي في زمن جاف؟

إن ما تتعرض له نبيلة عبيد ليس مجرد "رأي مختلف" بل شكل من أشكال التنمر الممنهج، الذي يعكس انحدارًا مرعبًا في التعاطف الإنساني، ليس فقط مع فنانة كبيرة بل مع سيدة كبيرة في السن في المقام الأول.