رغم تصدّره نسب المشاهدة يوميًا في تركيا، وتسجيله أرقامًا قياسية على منصة "شاهد" تحت اسم "فندق الأحلام"، إلا أن مسلسل "غرفة لشخصين" Çift Kişilik Oda (بطولة ديفريم أوزكان أولاس، تونا أستيب وجوزدي سيدا آلتونر)، يواجه أزمة حقيقية تهدد استمراره، ليس بسبب قلة المتابعة، بل نتيجة نقص كبير في العائدات الإعلانية التي أدت إلى قرار إيقافه النهائي عند الحلقة الثامنة.
إقبال جماهيري عربي واسع يقابله ضعف في التمويل التركي
المسلسل يُعرض عربيًا على منصة "شاهد" تحت عنوان "فندق الأحلام"، وحقق انتشارًا واسعًا بفضل قصته الجذابة وأداء أبطاله. ومع ذلك، فإن النسخة التركية الأصلية التي تُعرض على قناة Now التركية لم تتمكن من تأمين ميزانية إنتاجها، رغم احتلالها المركز الأول في نسب المشاهدة اليومية داخل تركيا.
5 ملايين ليرة فقط من الإعلانات لكل حلقة
وفقًا لموقع الصحفية التركية بيرسن ألتونتاش، فإن المسلسل يجني ما بين 4 إلى 5 ملايين ليرة تركية فقط من عائدات الإعلانات لكل حلقة، في حين أن تكلفته الفعلية تتجاوز 15 مليون ليرة، ما يضعه ضمن قائمة المشاريع الخاسرة ماليًا رغم نجاحها الفني والجماهيري.
الحلقة الثامنة ستكون الأخيرة رغم النجاح
بسبب غياب التوازن بين الإيرادات والتكاليف، تقرّر رسميًا أن تكون الحلقة الثامنة، التي ستُعرض بتاريخ 17 تموز/يوليو 2025، هي نهاية المسلسل. ومن الجدير بالذكر أن قرار التوقف لا علاقة له بانخفاض نسب المشاهدة، بل يعود بالكامل إلى فشل السوق الإعلاني التركي في دعم الأعمال التلفزيونية في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.
إنتاجات تركية ناجحة تتساقط بسبب السوق الإعلاني
أزمة "فندق الأحلام" ليست الأولى، فقد سبقتها مسلسلات أخرى واجهت المصير ذاته رغم تفوّقها جماهيريًا، مثل مسلسل "ليلى"، الذي عُرض أيضًا دون دعم إعلاني كافٍ، ما يعكس اختلالًا واضحًا بين جودة المحتوى وقدرة السوق على دعمه.
نجاح "فندق الأحلام" عربيًا لم يكن كافيًا لإنقاذ نسخته الأصلية من التوقف، ما يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل الإنتاج الدرامي التركي في ظل أزمة الإعلانات. ومع تصاعد الأزمات الاقتصادية، تبدو الأعمال الفنية مهددة أكثر من أي وقت مضى، حتى تلك التي تحقق أعلى نسب مشاهدة.