بكلماتٍ تحمل وجع السنين وعنفوان الوطن، أطلقت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي فعاليات مهرجان أعياد بيروت 2025 من على الواجهة البحرية للعاصمة، وسط حضور رسمي وشعبي كبير، تصدّرته السيدة اللبنانية الأولى نعمت جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، والرئيس السابق نجيب ميقاتي، إضافة إلى شخصيات من مجالات السياسة، الفن، والثقافة.
"أملنا أن نرتاح"... رسالة سياسية بلهجة وجدانية
في مستهلّ كلمتها، عبّرت الرومي عن فرحتها بإحياء الحفل إلى جانب الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي، ثم انتقلت لتُوجّه رسالة وطنية صريحة، عبّرت فيها عن توق اللبنانيين إلى الأمل بعد سنوات من الحروب والأزمات.
كلمة مؤثرة الان من السيدة #ماجدة_الرومي في مهرجان #أعياد_بيروت وجهت فيها تحية لقرى الجنوب وأهل الجنوب وفلسطين المحتلة... تحدثت الماجدة وردت على كل الافتراءات التي طالتها دون أن ترد pic.twitter.com/G5hno7IVaS
— Imane Ibrahim?? (@ImaneIbrahim1) July 8, 2025
وقالت: "يا مئة أهلاً وسهلاً بهذا العهد الجديد الذي ملأ قلوبنا أملاً... ومن منّا، نحن اللبنانيين، لا يحتاج إلى الأمل؟ بعد كل ما عشناه منذ عام 1975 حتى اليوم، يحقّ لنا أن نقول: تعبنا، اختنقنا، سئمنا."
وتابعت: "هذا العهد هو أملنا بأن نصل إلى راحة بال، إلى سلام عادل، إلى برّ آمن حلمنا به طويلاً. ونسأل الله أن يأخذ بيد رجالنا حتى نحقّق هذه الأمنية الكبيرة."
وأشارت إلى أن أملها أن يعود المهجّرون إلى بيوتهم، وأن يُعاد إعمار القرى الجنوبية التي دمرها العدوان الإسرائيلي، مؤكدة أن الشهداء يستحقون أن يناموا أخيرًا بسلام.
"ما يحدث ليس حربًا... بل جريمة"
وانتقلت الرومي للحديث عن الوضع الإقليمي ومعاناة الشعب الفلسطيني، قائلة: "هذا الإجرام ليس جديدًا علينا. نعرفه من النكبة، من دير ياسين، من قانا عام 1996، من غزة، من الاجتياح، من كل ما جرى ويجري."
وتساءلت بأسى: "ما ذنب القرى أن تُمحى؟ ما ذنب المدنيين؟ لماذا تُحرَق شجرة الزيتون المباركة؟ لماذا يُقتل محمد الدرة في حضن والده؟ لماذا هذا الجوع وهذا القهر؟"
وأكدت أن ما يحدث في غزة والمنطقة "ليس حربًا، بل جرائم حرب موثّقة"، مضيفة: "أنا لا أتحدث سياسة، أنا أتحدث من منطلق إنساني، وأخاطب ضمير العالم."
"لبنان جنّة لا تُكسر"
أما عن لبنان، فقالت الرومي بانفعال: "ماذا تريدون من لبنان؟ هذا البلد جعل السماء تمشي على الأرض. هذا الشعب بطل، لا يُقهر ولا ينكسر. من عام 1975 حتى اليوم، أثبتنا أن الموت لا يكسر إرادتنا."
وختمت هذه الرسالة بالقول: "نحن لبنان. نحن جنّة الله على الأرض. والجنة تبقى جنة، مهما فعلوا ومهما سيحاولون."
"أشكر من شتمني"... وامتنان للإعلام
وفي كلمتها الثانية، التي خصّت بها الإعلاميين، قالت ماجدة الرومي:
"هذه الليلة، التي كنت أتمناها عرسًا، هي أيضًا فرصة لأشكر كل من كتب عني كلمة طيبة منذ أن غنيت (عم بحلمك) وحتى اليوم."
ثم أضافت، بتصريح لافت حمل تسامحًا نادرًا:
"أشكر من قال عني كلمة جميلة، ومن وجّه نقدًا بنّاءً، بل حتى من انتقدني بقسوة، ومن شتمني... لأنني من الحلو والمر، من الدمعة والبسمة، تعلّمت كيف أصبح إنسانة."
ليلة بيروتية بالأغاني والوجدان
قدّمت الرومي خلال الحفل مجموعة من أبرز أعمالها، من بينها: "خدني حبيبي"، "عم يسألوني عليك الناس"، "مطرحك بقلبي"، "لون معي الأيام"، و"عيناك ليالٍ صيفية"، وسط تفاعل جماهيري لافت، لتختتم الحفل بأغنيتي "كلمات" و"بيروت ست الدنيا"، وسط تفاعل جماهيري حاشد.
تابعوا تغطية مصورة للحفل في "هواكم".