من الصعب أن تقرأ إطلالة نادين الراسي بمعزل عن دواخلها. هذا الداخل الذي يضج بالكثير من الألم والماضي المتعب فيظهر كل هذا على محياها.
نادين الراسي الفنانة المرحة التي كمشت القلوب في بداياتها بروحها الكوميدية بمسلسل "غنوجة بيّا " و"فاميليا "ثم باتت نجمة من الرقم الصعب في الأعمال الدرامية "عصر الحريم" و"أبني " وعشرات الاعمال والأدوار الناجحة.
قامة نادين اليوم تقف على وجع وترداد صدى لماضي ما زالت دوائره تدور بها في تخبط يصعب الشفاء منه و تقبله.
في أخر إطلالة لها بثوب من اللون البيج يكمش الجسم ويصل إلى الكاحل مع فتحات على الخصر تظهر تقاطيع الجسد كما يكشف عن الأكتاف. وسحنة سمراء داكنة مع لفة رأس بقمطة وعيون شبه غائرة ووجه مغسول سوى من لون أشبه بأرض صيفية عشبها بات يابساً.
تقف نادين كتمثال منحوت على جمال بقامة رياضية وجسم رشيق. وحولها هالة صفراء تقرأ بمعاني عديدة في طليعتها بأن نادين لم تعد نجمة المظهر بل رحلت بعيداً في أنوثتها التي باتت تعبر عنها بأقوال شتى، أخرها كما جاء في منشورها على انستغرام: " الصبر هو عملية البحث عن الحق اثناء الإحساس بالألم والظلم والاشتياق والحرمان. إلى كل من ساهم وشارك في ظلمي أقول :الله يسامحكن ،إلي الله ومحبينه."
وقفة مثالية لنادين وهي تقدم شخصيتها الجدية على نغم اليسا :"يا ريت" أغنية الحسرة على الذات التي تهدهد الروح وتتمنى ما هو صعب بعد أن فات عليه الزمن.
نادين التي تتحلى بروحية النجمة بين شكل وروح إبداعية تحتاج من يضمد لها جراحها حتى تخرج من شرنقة الوجع وتعيد لها فصول مزهرة عطرة مطمئنة تحتاجها .