في عالم يتغير بسرعة مذهلة، قلّما تصمد فيه الأسماء طويلاً تحت الأضواء، تبقى كلوديا شيفر، العارضة الألمانية الشقراء، واحدة من تلك النجمات النادرات اللواتي تجاوزن حدود الجمال والموضة، لتصبح أيقونة ثقافية عالمية.
من طفلة خجولة إلى المنصات العالمية
وُلدت كلوديا شيفر في 25 أغسطس 1970 بمدينة راينبرغ غرب ألمانيا. بداياتها لم تكن توحي بأنها ستصبح يومًا من نجمات الصف الأول في عالم الموضة، إذ كانت فتاة خجولة تطمح في دراسة القانون والعمل بمكتب والدها. غير أن القدر رسم لها مسارًا آخر، فدخلت عالم الإعلانات والأزياء لتصبح لاحقًا واحدة من أبرز العارضات في العالم.
الصدفة صنعت شهرتها
عام 1987، وبينما كانت مراهقة، اكتشفها وكيل أزياء في أحد الملاهي الليلية بمدينة دوسلدورف. وبعد فترة قصيرة، انتقلت إلى باريس لتظهر على أغلفة المجلات، وكان أول غلاف لها مع مجلة Elle الفرنسية نقطة التحول الكبرى في مسيرتها.
السوبرموديل الأعلى أجراً
في تسعينيات القرن الماضي، برز اسم شيفر ضمن جيل "السوبرموديلز" إلى جانب ناعومي كامبل، سيندي كروفورد، وليندا إيفانجيليستا. لم تكن مجرد وجه جميل، بل رمزًا للأنوثة والرقي، حيث تصدرت أكثر من ألف غلاف مجلة في رقم قياسي لعارضة أزياء. كما أصبحت الأعلى أجرًا في العالم، إذ كانت تتقاضى أكثر من 50 ألف دولار في اليوم الواحد.
ارتبط اسمها بكبرى دور الأزياء مثل Chanel، Versace، Valentino، Dolce & Gabbana، وكانت المفضلة لدى المصمم الراحل كارل لاغرفيلد الذي وصفها بأنها "التجسيد المثالي للجمال الألماني".
الاعتزال التدريجي والبقاء في القمة
مع مطلع الألفية، بدأت شيفر تقلل من ظهورها الإعلامي لتتفرغ لحياتها العائلية بعد زواجها من المنتج السينمائي البريطاني ماثيو فون وإنجابها ثلاثة أطفال. لكنها لم تختفِ تمامًا، بل واصلت الظهور في مناسبات كبرى والمشاركة في عروض رمزية، لتؤكد أن الجمال لا يرتبط بعمر.
إرث لا يُنسى
لم تكن كلوديا شيفر مجرد عارضة أزياء، بل ظاهرة ثقافية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، جمعت بين الجمال الطبيعي، المهنية العالية، والذكاء في إدارة مسيرتها، لتبقى واحدة من أيقونات الموضة الخالدة.