TRENDING
أغنية نانسي عجرم


"بدي قول بحبك" لـ نانسي عجرم… وذاك الصوت الذي يأتي من روح

بالأبيض أتت تغني عذوبة النقاء.



نانسي عجرم في "بدي قول بحبك" تُرنّم أكثر من كونها تغني، فنشعر أن شيئًا فينا يُولد من

جديد، وكأن الحب نفسه يجد صوته ويتسلل بهدوء إلى أرواحنا. يتهادى الصوت في البداية ثم يرتفع على شواهق كلمة ويفلوا يفلوا، وكأن بها تعانق مروجًا خضراء وفصول عشق لا تأفل.

يتجاوز الأمر حدود الطرب لنصل إلى تجربة حسية خالصة، ناعمة كندى الصباح، عميقة كهمسة عاشق في لحظة صدق.

صوت ينصت إلينا ويرددنا.

الصوت هنا ليس مجرد أداء، بل هو امتداد لروح نانسي الفنية، تلك التي تُجيد الإنصات لمشاعرنا قبل أن تنطق بها. الأغنية تحاكي قصة حب خجولة، هادئة، لكنها مشبعة بالشغف، كما لو أن كل نغمة كُتبت بمداد القلب لا بالحبر. وتأتي نانسي لتصب في اللحن روحها، فتمنحه الحياة.

صوت أشبه بضوء قمر.

ما يميز هذا العمل ليس فقط نعومة اللحن أو دفء الكلمات، بل تلك الشفافية التي تغلف صوت نانسي وتمنحه قدرة على اختراق المستمع دون استئذان. إن حضورها الصوتي في الأغنية أشبه بضوء الفجر، لا يصرخ في وجه الظلام، بل يذوبه بهدوء وحنان.


نانسي لا تغني فقط، بل تهمس، تُطمئن، وتروي. وهناك دومًا مسافة بينها وبين الابتذال، مسافة من الذوق والذكاء الفني. الأغنية مثال جديد على قدرتها في الموازنة بين البساطة والعمق، بين العذوبة والصدق.

أغنية الثلاث دقائق يمكن أن تختصر عالَمًا من الحب ومعزوفات من الألحان أجاد كريم عبدو في صياغتها ولمعت نانسي في تجسيدها.

في عالم يزدحم بالأصوات، يبقى لصوت نانسي عجرم خصوصيته، لأنه لا يأتي من الحنجرة فقط، بل من مكان أعمق… من روح تعرف كيف تحب، وكيف تقول "بحبك" نيابة عن ملايين لا يعرفون كيف يصيغونها بهذا النقاء.