أصدر كثيرون جديدهم هذا الصّيف لكنّ فضل شاكر وعمرو دياب تصدّرا المشهد. الأوّل بأغانٍ منفردة والثاني بألبومٍ كامل، مقارنات عقدت بينهما، وغمز البعض من قناة أنّ عمرو حشد بروباغندا ضخمة وإمكانات مهولة ليتصدّر، في حين أنّ فضل تصدّر من غرفة بلا إضاءة في مخيم عين الحلوة، حيث يتوارى عن الأنظار منذ 12 عاماً.
الواقع أنّ البروباغندا التي حصل عليها فضل تفوق بأشواط بروباغندا زملائه، من وثائقي "شاهد" الذي استبق إطلاق ألبوماته، إلى توقيع شركة "بنشمارك" السعودية لعقد معه، إلى حملة دعم غير مسبوق في الإعلام العربي، فضلاً عن تصدّر ابنه المشهد، إذ تمكّن من خلال أغنية واحدة أطلقها مع والده من الغناء في أهم المهرجان منها مهرجان موازين في الأردن.
وبعيداً عن التحليل، فإنّ الأرقام الرقمية الرسمية، تظهر الواقع بشكل مختلف تمامًا. فمن بالفعل تصدّر؟
عمرو دياب يتصدر رقميًا
تشير البيانات إلى أن عمرو دياب هو الأكثر استماعًا في الوطن العربي، يليه فضل شاكر. فمنذ بداية فصل الصيف، حقق دياب أكثر من 573 مليون مشاهدة على يوتيوب، مقابل 472 مليونًا لفضل شاكر، بفارق يزيد عن 100 مليون خلال ثلاثة أشهر فقط. وعلى مدار العام، تجاوزت مشاهدات دياب مليار وربع المليار، في حين سجل فضل شاكر حوالي 888 مليون مشاهدة، ما يوضح تفوق دياب الرقمي والانتشار الفعلي بين الجمهور.
ألبومات تحقق النجاح الحقيقي
ألبوم "ابتدينا" لعمرو دياب تصدر قائمة الأكثر استماعًا منذ نزوله، مسجلاً أكثر من 450 مليون استماع عبر جميع المنصات الرقمية. بينما يحقق فضل شاكر نجاحه بدعم من كيانات تسويقية كبيرة، إلا أن أرقام الاستماع الفعلية تؤكد أن التفوق الرقمي الحقيقي يعود للفنان الذي يصل إلى جمهور أوسع ويستمر في جذب المستمعين بشكل مستدام.
الانتشار على منصات التواصل
على تيك توك، أثبتت أغنية "بابا" انتشارها الكبير منذ طرحها، لتصبح تريندًا واسعًا يلمس مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، ويبرز التفوق الفني في المزج بين الموسيقى الغربية والتراثية الصعيدية بأسلوب مبتكر وفريد، بعيدًا عن التقليدية التي غالبًا ما يلتزم بها فضل شاكر.
الرأي الشخصي مقابل الأرقام
رغم أن الذوق الشخصي يختلف بين الجمهور، فإن الأرقام الرقمية الرسمية تظل مرجعًا موضوعيًا لفهم حجم الانتشار والتأثير. فحين يتكلم الرقم، تتضح حقيقة من يتصدر المشهد بالفعل، ويصبح من الصعب لأي حملات بروباغندا أو تحليلات سطحية أن تقلل من شأن الفنانين الأكثر تأثيرًا وانتشارًا.