قدّم النجم نادر الأتات حفلاً ضخماً على مدرج قلعة بعلبك التاريخية، أمام أكثر من 4000 شخص غصّت بهم مدرجات القلعة التي تُعدّ من أبرز المعالم الثقافية والفنية في العالم العربي. الحفل لم يكن مجرد أمسية غنائية عادية، بل محطة ذهبية في مسيرة نادر، حملت الكثير من الرمزية والأهمية، كونه يعتلي للمرة الأولى خشبة ارتبط اسمها بأسماء أسطورية في تاريخ الفن العربي، مثل السيدة فيروز ووديع الصافي وصباح وغيرهم من العمالقة الذين سطروا على مسرح بعلبك لحظات خالدة.
تفاعل استثنائي وحضور جماهيري ضخم
منذ اللحظة الأولى لصعوده على المسرح، اشتعلت أجواء بعلبك بتفاعل جماهيري غير مسبوق، حيث ردد الحضور أغنيات نادر الخاصة بحماسة بالغة، ليتحوّل الحفل إلى عرس فني جامع. الجمهور الذي حضر من مختلف المناطق اللبنانية، شكّل لوحة إنسانية نادرة عكست محبة الناس لنادر وإيمانهم بمكانته كأحد أبرز الأصوات اللبنانية المعاصرة، ليغدو هذا الحدث بمثابة تتويج لمسيرته الفنية التي تعبّدت بالنجاحات.
المفاجأة الكبرى: أغنية بعلبك
وفي لحظة حملت الكثير من العاطفة، كشف نادر الأتات عن مفاجأة الحفل، حيث قدّم للمرة الأولى أغنية جديدة مهداة إلى مدينة بعلبك، حملت توقيع الشاعر الكبير طلال حيدر والملحن هشام بولس. الأغنية جاءت كتحية صادقة للمدينة التي طالما شكّلت رمزاً للتراث والفن والأصالة، فاختلطت ألحانها بروح المكان التاريخي، لتضيف بُعداً وجدانيًا إلى الحفل، وتُجسّد ارتباط نادر بجذوره البقاعية، وهو الذي لطالما عبّر عن فخره بانتمائه لهذه الأرض.
ليلة العمر
لم يكن غريباً أن يصف نادر الأتات هذه الأمسية بـ "ليلة العمر"، إذ جسّدت بالنسبة له حلماً طال انتظاره منذ سنوات الطفولة. فأن يقف اليوم على مسرح بعلبك، ويغني أمام الآلاف، يعني أنه نجح في أن يخط اسمه بين الكبار الذين سبقوه، مؤكداً حضوره الفني الوازن وجماهيريته المتنامية. هذه الليلة لم تقتصر على الغناء فقط، بل كانت إعلاناً صريحاً عن مكانة نادر المتقدمة في المشهد الغنائي اللبناني والعربي.
رسالة حب ووفاء
الحفل حمل أيضاً رسالة وفاء من نادر إلى جمهوره وإلى وطنه، فقدّم من قلب القلعة التاريخية أمسية ستبقى محفورة في ذاكرة بعلبك وأهلها، ولدى كل من تابعها. الحضور الغفير والتفاعل الاستثنائي شكّلا شهادة حيّة على حب الجمهور له، فيما رسّخ هو بدوره صورته كفنان يُتقن الجمع بين الأصالة والحداثة، ويعرف كيف يلامس قلوب الناس بصدق وإحساس.