غياب صانع النجوم
ست سنوات طوت على رحيل صانع النجوم سيمون أسمر. تمر ذكراه بخفر ونسيان، دون أن يتذكره رعيل نجوم كان له الفضل في مسيرتهم.
أسمر الذي شكل بعمله نقلة نوعية في البرامج التي أعدها وأخرجها، والتي تعد بالمئات في الفن والترفيه والسياسة والثقافة. أبرزها برنامج "استديو الفن"، الذي خرج العديد من الفنانين الذين ما زالت أسماءهم لامعة، واستطاعوا بحضورهم تحديد مسيرة الفن في لبنان.
رحيله بهدوء
في 12 سبتمبر/أيلول من عام 2019، رحل صانع النجوم بهدوء موجع. غاب جسدًا، بينما لم يُذكر اسمه إلا همسًا في بعض الزوايا الإعلامية. لا ذكريات تُستعاد، لا لفتات وفاء، لا كلمات شكر. كأن الرجل الذي منح الفن اللبناني والعربي عشرات المواهب أصبح مجرد سطر في التاريخ، أو ذكرى تُمرر على عجل.
استديو الفن: بوابة النجوم
"استديو الفن"، برنامجه الأشهر، كان بوابة عبور ومدرسة حقيقية استطاع من خلالها سيمون أسمر خلق نجوم. لم يكن يكتفي باختيار الصوت الجيد، بل كان يصنع الشخصية، ويعرف كيف يُطلقها، وأين، ومتى. كان يراهن على الموهبة ويمنحها الضوء الذي تحتاجه لتنمو.
خيبة النجوم المنسية
غالبية الفنانين الذين كانت بداياتهم على يده اختفوا من مشهد ذكراه. لم نرَ مبادرة شخصية أو جماعية لتكريمه، لم نسمع أغنية تُهدى إليه، ولم نلحظ حتى منشورًا بسيطًا على منصات التواصل الاجتماعي من أولئك الذين صعدوا إلى القمة من خلال برامجه.
إهمال بعد الرحيل
هو الذي فتح لهم أبواب الشهرة، تُرك في سنواته الأخيرة يعاني المرض والوحدة والضائقة المالية. ثم، بعد رحيله، أُهمل حتى اسمه، وكأنهم يخشون تذكّر من كانوا، قبل أن يعرفهم الناس من خلال عينه.
هل يليق بمن صنع المجد لغيره أن يُنسى لهذا الحد؟