نجح حفل موركس دور في تخطي جميع التوقعات، مقدّماً ليلة استثنائية مليئة بالمفاجآت. لم تكن المفاجآت محصورة بأسماء المكرّمين، بل تميّزت أيضاً بالطريقة التي أُدير بها الحفل، والديناميكية في التكريمات، والأجواء المرحة التي حرص القيّمون على بثّها، لتخرج الأمسية من إطارها التقليدي كحفل تكريمي وتتحوّل إلى حدث فني مختلف.
ملاحظات على الحفل:
كانت لافتة كلمة الفنان السوري تيم حسن التي وجّه فيها رسالة محبة إلى بلده سوريا، رافضاً محاولات تقسيمها، كما خصّ الضحايا المدنيين في بنت جبيل جنوب لبنان بلفتة إنسانية مؤثّرة، في حين غاب ذكرهم عن باقي المكرّمين اللبنانيين. وبدت لافتة أيضاً رسالته الذكية للمصارف اللبنانية التي استولت على أموال المودعين.
تكريم الممثلة شكران مرتجى من دون علمها المسبق شكّل لحظة عاطفية صادقة عبّرت عنها على المسرح كذلك تكريم الممثلة ليليان نمري. فكرة التكريم المفاجئ تضفي مصداقية على المهرجان، لكن يظلّ السؤال: من سيحضر وهو غير مكرَّم؟
جمهور الفنانة كاريس بشار عبّر عن عتب على المنتج صادق الصبّاح، معتبرين أنه تجاهلها حين وجّه تحية لتيم حسن والمخرج سامر البرقاوي بعد فوز مسلسلهما "تحت سابع أرض". غير أنّ الاتهام بدا ظالماً، إذ لم يأتِ الصبّاح على ذكر أي نجم من العمل بل تحدّث تحديداً عن شراكته المستمرة مع النجم والمخرج.
اختيار الممثل يوسف الخال لأداء أغنيات الراحل زياد الرحباني لم يكن موفقاً. ورغم امتلاكه صوتاً جميلاً، إلا أنه أخفق في الغناء وربما لم يستعد بما يكفي.
تكريم الرحباني واستذكار النجوم الراحلين كان لفتة مؤثّرة، وكان لافتاً ذكر الإعلامية يمنى شري، التي رحلت قبل أيام وأيضاً استذكرها زميلها الوفي زافين قيومجيان لها.
أجواء الحفل اتسمت بالدفء والعاطفة، خصوصاً مع حضور كبار نجوم الدراما اللبنانية الذين نالوا تكريماً مستحقاً.
على غير العادة، غاب النجوم الأتراك عن الحفل.
مشاركة الفنانة أمال ماهر شكّلت قيمة مضافة للمهرجان، سواء من خلال غنائها لأعمالها الجديدة أو من خلال تقديمها أغنيات للسيدة فيروز. أمال فنانة جديرة بالتكريم.
حضور فريق مسلسل "بالدم" وفوزه بعدة جوائز مستحقّة أثبت أنّ الدراما اللبنانية ليست فقط منافساً في رمضان، بل أيضاً حاضرة بقوة في الجوائز التكريمية.
لفتة المنتج جمال سنان بإهداء جائزته إلى الجنوب الصامد منذ سنتين نالت احتراماً وتقديراً كبيرين.
الإعلامي وسام حنّا أثبت مجدداً أنه المقدم المناسب للمهرجان المناسب، إذ يضفي حضوره حيوية أينما وجد.
الإطالة في كلمات المكرَّمين والمكرِّمين أبطأت إيقاع الحفل وأدخلت شيئاً من الملل على المشاهدين.
امتد الحفل لأكثر من خمس ساعات، ما يؤكد ضرورة الاختصار في الكلمات وفي قائمة المكرّمين للحفاظ على إيقاع متوازن.
في الختام، أثبت مهرجان "الموركس دور" أنّ بيروت تبقى مدينة الفن التي لا تنطفئ أضواؤها، وأن تنظيم الحفلات سيظل امتيازاً للبنان الذي يجمع النجوم العرب مجدداً رغم كل التحديات.