أصدر القضاء الأميركي حكماً بالسجن لمدة تتجاوز أربع سنوات بحق مغني الراب والمنتج الموسيقي شون "ديدي" كومبس، بعد إدانته بتهم تتعلق بالعنف الجنسي ونقل أشخاص عبر الولايات لممارسة الدعارة.
وجاء الحكم عقب محاكمة اتحادية استمرت نحو شهرين، وانتهت بإدانته في تهمتين رئيسيتين، بينما تمت تبرئته من تهم الاتجار بالبشر وتأسيس تنظيم إجرامي.
كلمة القضاء
قال القاضي آرون سوبرامانيان، الذي ترأس جلسات المحاكمة في نيويورك، إنّ الجرائم التي أُدين بها شون "ديدي" كومبس تُعد انتهاكات خطيرة تسببت في أضرار لا يمكن تعويضها بحق امرأتين، لافتاً إلى أن آثار تلك الأفعال لا تزال ممتدة حتى اليوم.
وأوضح القاضي أنّ المحكمة لا تملك ما يضمن عدم تكرار مثل هذه الجرائم في حال الإفراج عن المتهم، الذي يخضع للاحتجاز منذ أكثر من 13 شهراً.
انهيار وتوسل ديدي
شهدت جلسة النطق بالحكم مشاهد مؤثرة حين توجه ديدي بخطاب مباشر إلى القاضي والجمهور، معترفاً بأخطائه ومعتذراً عن أفعاله السابقة التي وصفها بـ"المريضة والمخزية".
وقال أمام المحكمة إنه فقد عمله وسمعته واحترامه لذاته، مضيفاً وهو يبكي: "كنت مريضاً ومدمناً على المخدرات.. كرهت نفسي وفقدت احترامي لها، فقد جُردت من كل شيء".
وانهار المغني بالبكاء عندما التفت نحو والدته الحاضرة، مؤكداً أنه خذلها رغم القيم التي ربّته عليها، وتابع موجهاً كلامه للقاضي: "لا يمكنني تغيير الماضي، لكنني أريد إصلاح ما تبقّى من حياتي".
دموع الأبناء وتوسلات الأسرة
شهدت الجلسة حضور ستة من أبناء ديدي الذين صعدوا واحداً تلو الآخر إلى منصة الشهادة، ووجّهوا كلمات مؤثرة للقاضي طلبوا فيها الرحمة.
وتحدث ابنه كوينسي براون عن "تغيّر والده"، مؤكداً أنه تعلّم الدرس القاسي من أخطائه، فيما طالب ابنه كريستيان القاضي بـ"منحه فرصة ليعود إلينا"، وخلال كلماتهم، جلس ديدي مطأطئ الرأس ممسكاً بوجهه غارقاً في البكاء.
شهادات صادمة
جاءت شهادة مساعدته السابقة، المعروفة باسم مستعار "ميا"، ضمن أكثر اللحظات تأثيراً في المحاكمة، حيث تحدثت عن تعرضها للاعتداء الجسدي واللفظي خلال فترة عملها معه، مشيرةً إلى أنها كانت تعتبره "حاميها" رغم ما وصفته بـ"غسل دماغها" داخل بيئة عمل سامة.
وروت تفاصيل عن كابوس رأته عقب وفاة صديقته السابقة كيم بورتر، كانت فيه محاصرة مع المغني آر. كيلي قبل أن ينقذها ديدي، ما كشف عن عمق تأثير علاقتها السابقة به.
مواجهة بين الادعاء والدفاع
دار جدل مطوّل داخل القاعة، حيث طالب الادعاء بعقوبة تتجاوز 11 عاماً، معتبراً أن ديدي ما زال خطراً على المجتمع بسبب "نمط عنيف ومتكرر من الانتهاكات".
وردّ الدفاع بأن موكله "انكسر تماماً" بعد الإدمان وفقد السيطرة على حياته، وأنه يستحق فرصة لإعادة التأهيل، وأن السجن الطويل سيقضي على ما تبقّى من محاولات إصلاحه.
ردود فعل بين الرضا والسخرية
من جانبها، عبّرت المغنية كاسي فنتورا، التي ارتبطت بديدي سابقاً، عن رضاها بالحكم عبر محاميها، مشيرةً إلى أن "العقوبة لا تمحو الألم لكنها تعترف بحجمه".
بينما أثار الحكم موجة من التفاعلات على مواقع التواصل، إذ لم يتردد مغني الراب 50 سنت في السخرية من خصمه القديم، معلناً عبر منصة X استعداده لـ"شغل أماكنه" في الفعاليات التي ألغيت بعد الحكم.
This is my letter to the judge on Diddy’s case. ?what I’m scared for my life! LOL • https://t.co/WtNREs3AKy pic.twitter.com/CIlcR9jOWd
— 50cent (@50cent) October 2, 2025