في الثامن من أكتوبر، نحتفل بعيد ميلاد فنانة، بل بعيد ميلاد صوتٍ وصلت نغماته أسماع الملايين وصار لهم تعويذة لنسيان الوجع وبوح الحب.
اليوم عيد ميلاد شيرين عبد الوهاب. صوتٌ سكن قلوب العرب منذ بداياته، حين غنّت "آه يا ليل"، وارتفعت من حيّها الشعبي إلى فضاءات الطرب العربي الواسعة. صوتٌ فيه حنان الأمهات، وصدق البسطاء، وجرأة الأنثى التي لا تخشى الوجع.
اسم محفور في الذاكرة
خمسة وأربعون عامًا من العمر، وأكثر من عقدين من الحضور، حفرت خلالهما شيرين اسمها في ذاكرة الفن العربي كواحدة من أبرز الأصوات النسائية في العصر الحديث.
حصدت الجوائز الكبرى، من أفضل مطربة عربية إلى جائزة الموريكس دور وجائزة الميما، وشاركت في أهم المهرجانات من قرطاج إلى موازين وليالي دبي وكانت ثاني مطربة مصرية بعد أم كلثوم تغني في مهرجانات بعلبك بعد قطيعة مصرية أكثر من 47 سنة. كانت أغنياتها تُغنّى في الأعراس، وتُبكى في ليالي الفقد، وتُردَّد في لحظات الحب الأولى.
لا بد لليل أن ينتهي
لكن خلف الأضواء، كانت العاصفة.
سنوات أربع مضت حملت ما يكفي من الألم لإنهاك جبل. أزمات شخصية وصحية وإعلامية وضغوط جعلت من صوت شيرين صمتًا موجعًا. ومع ذلك، تبقى تلك المرأة التي من كل انكسار تنهض، ومن كل وجع تولد أغنية.
اليوم، ونحن نحتفل بعيد ميلادها الخامس والأربعين، لا نريد أن نذكّرها بما مرّ، بل بما هي عليه: امرأة منحها الله صوتًا من نعمة، وقلوبًا من محبة، وجمهورًا ما زال ينتظرها بكل الشوق.
نريدها أن تعود، أن تمسك بطرف الخيط من جديد، أن تتذكر أنها لم تُخلق للخذلان بل للغناء، وأن الفنّ لا يكتمل من دونها.
شيرين، عودي كما كنتِ:
ضحكةً من القلب، دمعةً صادقة، وصوتًا يشبه الاحتفال في ليالي الفرح.
عودي لأن في كل بيت عربيّ أغنية لكِ ما زالت تدفئ المساء، ولأن العالم يحتاج إلى نغمة من طيبتك، وصدقك، وإنسانيتك.
كل عام وأنتِ بخير، وكل عام ونحن ننتظركِ على المسرح... من جديد.