على عكس الجزء الأول الذي تناول مراحل الحب السبع، لا يدور "هيبتا 2" حول الرومانسية، بل يغوص في التروما النفسية الناتجة عن العلاقات السامة، وكيف يمكن لتجارب الماضي أن تغيّر نظرتنا للحب والارتباط.
منة شلبي وعلاقتها بالذكاء الاصطناعي
الشائعة المنتشرة عن أن منة شلبي تتعامل مع "ChatGPT" في الفيلم ليست صحيحة. شخصيتها تعمل كمطوّرة برامج تبتكر تطبيقًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لاختيار الشريك الأنسب، بناءً على تحليل سلوك المستخدم ومعلوماته. شخصيتها تجد راحة مع التقنية أكثر من البشر، بسبب صدمات سابقة من ثلاث علاقات فاشلة، لكنها لا تقع في حب الآلة كما يروّج البعض.
أداء مايان السيد مفاجأة العمل
تُعد مايان السيد من أبرز مفاجآت الفيلم، حيث قدّمت أداءً واقعيًا صادقًا فاق توقعات الجمهور وتفوّقت على بعض زملائها الذين جاء أداؤهم باهتًا.
منة شلبي وتايسون: حوار العقل والقلب
مشاهد المواجهة بين منة شلبي ومحمد ممدوح (تايسون) تُعتبر من أقوى لحظات الفيلم، حيث يتجادلان حول سؤال أبدي: هل ينتصر الحب أم الحسابات العقلانية؟ الحوارات جاءت ذكية ومليئة بالمنطق والواقعية.
مشاهد بلا جدوى
رغم قوة بعض الخطوط الدرامية، إلا أن أحد المسارات في الفيلم بدا بلا داعٍ درامي، وكأنه أُضيف فقط للحفاظ على التوازن بين الشخصيات الأربعة الرئيسية.
نقد لفكرة "كل شيء مباح"
يحاول الفيلم تقديم رؤية واقعية للعلاقات المعاصرة، لكنه أحيانًا يسقط في فخ التطبيع مع مفاهيم لا تتماشى مع قيم المجتمع، فيبدو وكأنه يحاول تبرير كل سلوك باعتباره "طبيعيًا".
موسيقى هشام نزيه.. العلامة الفارقة
يواصل الموسيقار هشام نزيه تألقه، ليكون نقطة القوة الأبرز في العمل، كما كان في الجزء الأول. المقطوعات الموسيقية جاءت أكثر وضوحًا وعمقًا هذه المرة، ما أضاف بعدًا نفسيًا قويًا للمشاهد.
المقارنة مع الجزء الأول تظلم الفيلم
من الطبيعي أن يتفاعل الجمهور أكثر مع فيلم يتحدث عن الحب من أن يتفاعل مع عمل يناقش أثر الصدمات والتحليل العقلي للعلاقات. لهذا، مقارنة "هيبتا 2" بـ"هيبتا" الأصلي تظلمه فنيًا ومعنويًا.
تايسون وهشام ماجد.. حضور استثنائي
محمد ممدوح (تايسون) يثبت مجددًا أنه أحد أكثر الممثلين صدقًا في الأداء، فيما يقدّم هشام ماجد شخصية الذكاء الاصطناعي بمنتهى الإقناع والعذوبة، لتصبح من أجمل مفاجآت الفيلم.
تقييم نهائي
"هيبتا 2" فيلم جيّد الصنع، جريء في فكرته، ومتعوب عليه بصريًا وموسيقيًا، لكنه لم يصل إلى مستوى الإبهار المنتظر. تجربة تستحق المشاهدة، لكنها تتركك في مساحة تفكير أكثر من الانبهار.