شهدت أهرامات الجيزة واحدة من أكثر الليالي إثارة في تاريخ العروض الموسيقية، حيث قدّم الفنان الإيطالي ماتيو ميليري وفرقة Anyma حفلاً عالمياً بعنوان Quantum Genesys، جمع بين التكنولوجيا الحديثة وسحر التاريخ المصري في مشهد بصري وموسيقي مبهر. الحدث الذي استمر ثلاثة أيام حوّل الموقع الأثري إلى لوحة فنية من الضوء والموسيقى، عكست لقاء الماضي بالحاضر بأسلوب فريد جذب أنظار العالم.
أرقام ضخمة وتنظيم مصري متميز
استقطب الحفل أكثر من 15 ألف شخص، بينهم 11 ألف سائح أجنبي، بمساهمة أكثر من 3 آلاف عامل مصري في التنظيم، فيما بلغت قيمة الإنفاق الإجمالي نحو 20 مليون دولار. هذا النجاح التنظيمي والفني أكد مجددًا قدرة مصر على استضافة أضخم الفعاليات العالمية في مواقعها الأثرية والتاريخية.
جدل حول الرموز والأضواء الغامضة
ورغم الإشادات الفنية الواسعة، أثار العرض موجة جدل كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما لاحظ الجمهور ظهور رموز وأشكال ضوئية غريبة تشبه العيون والهياكل الطاقية، ما اعتبره البعض “طقسًا حديثًا” يمزج بين الفن والطاقة والوعي. بينما رأى فريق آخر أن الحفل مجرد إبداع بصري وتقني متطور يعكس روح المستقبل في إطار فني لا يحمل أي دلالات خفية.
بين الفن والتأويل
العرض الذي وصفته وسائل الإعلام العالمية بأنه “ليلة لا تُنسى في قلب الحضارة”، فتح الباب أمام تساؤلات فلسفية حول العلاقة بين الفن والوعي والتكنولوجيا، وما إذا كان ما شاهده الجمهور بداية لمرحلة جديدة في الفن الحديث، أو مجرد استعراض ضوئي متقن.
مصر تثبت مكانتها على الساحة العالمية
مهما كانت التأويلات، يبقى حفل Anyma عند أهرامات الجيزة تأكيدًا على مكانة مصر كمركز عالمي يجمع بين عبق التاريخ وروح الحداثة، وقدرتها على تحويل مواقعها الأثرية إلى منصات فنية تجذب أنظار العالم بأسره.
