TRENDING
حب ودموع


لم يستطع النجمان باريش أردوتش وهاندا أرتشيل، رغم سحر حضورهما وشعبيتهما الجارفة، أن ينقذا مسلسل "حب ودموع" الذي يعرض عربيًا بعنوان "ميرا وسليم" من تراجع نسب المشاهدة في تركيا، وسط مخاوف من أن يُرفع عن الشاشة قبل اكتمال مساره الدرامي.

العمل الذي بُني على فكرة الصراع داخل البيت الواحد، حيث تتصادم لغة الحب مع منطق المال والمصلحة، بدا منذ البداية كأنه يسبح ضد تيارٍ جماهيري يميل إلى الواقعية ويهرب من القصص الحالمة.


القصة الرومانسية حد المثالية

القصة، رغم رومانسيتها الطاغية، تعود إلى زمنٍ يُشبه ما قبل الواقعية؛ حب أفلاطوني بين فتاة ثرية لا تعترف بالفوارق الطبقية، وشاب متوسط الحال، صادق النية، عالق بين الكرامة والعاطفة.

لكن الجمهور الذي يعيش اليوم إيقاعًا أسرع وأشد واقعية، لم يجد نفسه في هذا الشكل من العشق المتطرف، وكأن المبالغة في المثالية أفقدت القصة صدقها.


إيقاع درامي متردد

من الناحية البنيوية، قد يُلاحظ المشاهد أن ضيق المساحة في الأحداث وتكرار المشاعر بين الحب والفقد جعلا الإيقاع الدرامي متردّدًا.

فالقصة الجميلة لم تتشعب لتخلق عوالم موازية تدعمها، بل بقيت تدور في فلك العلاقة الأساسية، ما جعلها أقرب إلى رواية طويلة محصورة المشهد، رغم أن الأداء التمثيلي كان مقنعًا ومليئًا بالحس الإنساني.


التناقض بين الصورة والمضمون في شخصية ميرا

أما شخصية ميرا"هاندا أرتشيل"، فبدت متناقضة بين عمقها الداخلي وطلّتها الخارجية:

امرأة مريضة، مقاتلة، قوية من الداخل، لكنها تطلّ بمظهر عارضة أزياء لا تمسّها العاصفة، وهذا التناقض ربما نفّر المشاهد الباحث عن وجوه تشبهه لا عن وجوه كاملة الجمال.

الترف الدارمي

وإن كان في المسلسل كثير من الجمال الفني والتصوير البصري، فإنه وقع في فخّ الترف الدرامي، حيث لم يجد المشاهد نفسه في بيتٍ تملؤه المؤامرات الفارهة، بل افتقد إلى الدفء الإنساني في الحكاية.

في النهاية، يمكن القول إن "ميرا وسليم" عمل جميل في لغته، أنيق في صوره، لكنه ضلّ طريقه عندما اعتمد الطريق القصير في وصوله.

ليس لأن الحب الذي يرويه زائف، بل لأن الواقع تغيّر، والجمهور لم يعد يؤمن بأن العاطفة وحدها قادرة على إنقاذ كل شيء.