تواصل منصة "أمازون برايم فيديو" رهانها على أعمال الخيال العلمي بإطلاق مسلسل "The Peripheral"، وهو اقتباس عن رواية الكاتب الأميركي ويليام غيبسون الصادرة عام 2014، التي تُعدّ من أبرز أعمال أدب السايبر بانك.
المسلسل، الذي تولى تطويره الكاتب سكوت بي. سميث، جاء بإنتاج تنفيذي من جوناثان نولان وليزا جوي، صانعي مسلسل Westworld، ليحمل بصمة بصرية وتقنية مبهرة تعكس رؤيتهما المستقبلية للعالم.
بين زمنين... وواقعين
تدور أحداث "The Peripheral" في زمنين مختلفين: عام 2032 وعام 2099.
تعيش البطلة فلاين فيشر، التي تؤدي دورها الممثلة كلوي غريس موريتز، في بلدة صغيرة وتعاني من واقع اقتصادي قاسٍ. تعمل فلاين في تجارب الواقع الافتراضي لتأمين دخل إضافي، قبل أن تكتشف أن التجربة التي تخوضها ليست لعبة كما اعتقدت، بل نافذة إلى مستقبل بديل تتحكم فيه التكنولوجيا بالبشر والوعي والسلطة.
هذا الاكتشاف يفتح سلسلة من الأحداث المعقدة التي تمزج بين الأكشن، الإثارة، والتحليل الفلسفي لعلاقة الإنسان بالآلة.
مسلسل صوّر في المستقبل
نال المسلسل إشادة واسعة من حيث تصميم المشاهد المستقبلية واستخدام المؤثرات البصرية المتقدمة، حيث صوّر المستقبل بأسلوب أقرب إلى الواقع من الخيال.
لكن بعض النقاد رأوا أن السرد المعقد أضعف الجانب الدرامي وأبعد المشاهد العادي عن التفاصيل الفلسفية التي حاول العمل طرحها.
على موقع Rotten Tomatoes حصد المسلسل تقييمًا يقارب 79% من النقاد، بينما وصفه موقع RogerEbert بأنه “مليء بالأفكار الجريئة لكن يفتقر إلى الإيقاع المشوّق الذي يحافظ على اندماج المشاهد حتى النهاية”.
بين التجديد والإلغاء
في فبراير 2023، أعلنت "أمازون" تجديد "The Peripheral" لموسم ثانٍ بعد النجاح الكبير للموسم الأول، لكن سرعان ما تم إلغاء العمل نهائيًا في أغسطس من العام نفسه بسبب تأثير إضرابات نقابتي الكتّاب والممثلين في هوليوود، ما أوقف عملية الإنتاج.
ورغم الإلغاء، ما زال المسلسل يُعتبر تجربة فنية جريئة تستحق المشاهدة لعشّاق الدراما المستقبلية والأفكار المعقدة حول مصير البشرية في زمن التكنولوجيا.