في أمسية احتفلت بالإبداع كقيمة إنسانية قبل أن تكون موهبة مهنية، كرّم مجلس مصمّمي الأزياء الأمريكي (CFDA) المصمّمة العالمية دوناتيلا فيرساتشي بمنحها جائزة Positive Change Award، وهي إحدى الجوائز المرموقة التي لا تُمنح فقط للابتكار في القصّ والخطوط، بل لصنّاع الموضة الذين أحدثوا تأثيراً حقيقياً في المجتمع من خلال رسائلهم، دعمهم، ورؤيتهم للإنسان قبل الثوب.
أوسكار الموضة
هذه الجائزة، التي تُعادل في عالم الموضة ما يعادله الأوسكار في السينما، تأتي لتؤكّد مكانة دوناتيلا كامرأة لم تكتفِ بإدارة إرث عائلي ضخم بعد رحيل شقيقها جياني فيرساتشي، بل أعادت بناء هوية الدار من جديد، منفتحةً على عالم أكثر جرأة، أكثر تنوعاً، وأكثر تصالحاً مع حرية التعبير الجسدي والإنساني.
دوناتيلا التي أبقت مشعل الموضة مضاء
هي اكثر مجرد مصمّمة أزياء.هي امرأة صنعت لغة كاملة للموضة.حين رحل جياني عام 1997، ظنّ كثيرون أن دار فيرساتشي ستنهار.
لكن دوناتيلا وقفت بثوب أسود وعيون دامعة، وقالت جملتها الشهيرة:
"سأحافظ على الضوء مشتعلاً."
وهذا ما فعلته.أدخلت الجرأة اللونية. أعادت البريق الذهبي إلى منصة العرض .قدمت صورة الأنثى القوية التي لا تعتذر عن حضورها. دعمت المواهب الشابة في منصات الموضة حول العالم .فتحت أبواب الدار أمام التنوع الثقافي والهويّة. الموضة عندها باتت فكر واحساس.
دوناتيلا :فرساتشي لكل العالم
خلال تكريمها وقفت دوناتيلا أمام الجمهور، بثقتها المعهودة وشعرها الأشقر المنسدل، وقالت بلهجة أقرب إلى الاعتراف الهادئ:
"هذه الجائزة تعني الكثير لي. الموضة ليست قماشاً ولا فساتين، إنها طريقة لنقول نحن هنا، ونستحق أن نُرى. ما أحاول فعله منذ سنوات هو فتح أبواب فيرساتشي لكل من يشعر أن له مكاناً في العالم، مهما كانت هويته، صوته، أو قصته. أشعر بفخر لا يوصف لأنني أرى اليوم جيلاً جديداً يشبه المستقبل الذي حلمت به."
تكريمها هذا جاء بمثابة اعتراف بدور مصممة جعلت المرأة في القيادة ووسعت مفهوم الجمال وفتحت صناع الموضة امام ثقافات عديدة. انها جائزة لمسار كامل، وتكريم لدار كادت أن تغيب…إلا انها باتت تتجدد وتبهر وتعلّم.