TRENDING
صباح: الطفولة المعذبة صنعت أسطورة الشحرورة


وُلدت جانيت فغالي في 10 نوفمبر 1927 بين الرفض والألم.

في بلدة وادي شحرور كانت خطواتها الأولى، التي تحولت إلى أسطورة أضاءت العالم بصوتها، وأصبحت الشحرورة صباح.

ورغم الشهرة التي حققتها لاحقاً، كانت طفولتها مأساوية، فقد استقبلتها أسرتها بأسوأ شعور يمكن أن يُستقبل به مولود: رفض البنت الثالثة لأنها لم تكن الولد المنتظر.



طفولة قاسية وألم مبكر

تحكي صباح في لقاء سابق مع مجلة الشبكة اللبنانية:

"قالت والدتي عند ولادتي: لماذا يا إلهي بنت؟ ولماذا قبيحة أيضًا، وقررت بعدم إرضاعي."

لقد شعرت منذ طفولتها بأنها مغضوب عليها، وبدأت تحاول لفت الانتباه بطريقة أثرت على شخصيتها، لتصبح قوة داخلية دفعتها لاحقًا لمواجهة العالم الكبير، رغم الصعوبات.

ولم تنتهِ محن الطفولة عند هذا الحد، فقد شهدت صباح وفاة شقيقتها جولييت في حادث مأساوي حين كانت تبلغ العاشرة، وانتقلت الأسرة بعدها إلى بيروت حيث أكملت تعليمها في المدارس الرسمية واليسوعية، وبدأت بصقل موهبتها الغنائية في الحفلات المدرسية.


بداية موهبتها الفنية

في الخامسة عشرة من عمرها، أصدرت صباح أولى أغانيها عام 1940، ليلفت صوتها الانتباه ويصل إلى المنتجة اللبنانية آسيا داغر في القاهرة، التي أرسلت موكلها لتوقيع عقد معها لثلاثة أفلام. في سن الثامنة عشرة سافرت صباح إلى القاهرة، وبدأ الملحن الكبير رياض السنباطي تدريبها على الغناء، ليكتسب صوتها الجبلي طابعًا مميزًا في عالم الأغنية العربية.


ميلاد الشحرورة

في عام 1945، ومع إصدار فيلم "القلب له واحد"، اختفى اسم جانيت، وبرز الاسم الذي عرفه العالم: صباح. منذ تلك اللحظة، بدأت أسطورة الشحرورة في رسم مسار طويل من الفن والإبداع، رغم كل الصعاب التي عاشتها، من زيجات فاشلة إلى مأساة العائلة التي أثرت على حياتها الخاصة.

صباح التي باتت نجمة على خشبة المسرح، ورمزًا للتحدي والإصرار على تجاوز الألم الشخصي. طفولتها المعذبة صنعت منها شخصية قوية وفنانة خالدة، وصوتها الجبلي بقي علامة فارقة في تاريخ الغناء العربي، يذكرنا بأن الفن غالبًا يولد من الألم والصراعات الداخلية.


الفنانة التي قدمت 110 أفلام سينمائية وكانت أول فنانة عربية بعد أم كلثوم تغني على «مسرح الأولمبيا» في باريس؛ الذي يعتبر من أهم وأعرق مسرح في فرنسا حتي اليوم. صوتها بأق كمدرسة في الغناء ومجدها طريقاً يحتذى به.