لا تزال أزمة تصريحات الفنان المصري ياسر جلال مستمرة رغم خروجه بفيديو توضيحي، بعدما أثارت كلمته خلال مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في الجزائر جدلًا واسعًا في مصر، على خلفية حديثه عن إرسال الجزائر "قوات صاعقة" إلى ميدان التحرير عقب حرب يونيو 1967 لحماية المواطنين المصريين.
ورغم أن جلال أوضح لاحقًا أن ما قاله كان نقلًا عن رواية سمعها من والده، فإن ردود الفعل الغاضبة لم تهدأ، بل اتسعت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أن الفنان قدّم معلومة غير صحيحة تاريخيًا.
ياسر جلال يوجّه رسالة اعتذار للمصريين
في مقطع فيديو جديد نشره عبر حسابه الرسمي على إنستغرام، ظهر ياسر جلال وهو يقدّم اعتذارًا صريحًا للمصريين، مؤكدًا أن المعلومة التي ذكرها خلال المهرجان كانت خاطئة تمامًا.
وقال الفنان المصري:"أنا قلت إن والدي هو اللي حكالي عن حرب 67، والفترة دي كانت مليانة شائعات. ممكن يكون اختلط عليه الأمر، ولما شفت المتخصصين بيأكدوا إن المعلومة غلط، أنا بعتذر."
وأضاف: "ربنا أعلم بنيتي، أنا قصدي كان إننا نقرب من بعض، مش العكس. أنا فنان والفنان بيكون سفير لبلده، وكنت حابب أقرّب العلاقات بين مصر والجزائر."
وختم حديثه بالقول:"حقكم عليا، أنا آسف، يمكن غلطت من غير قصد، بس اللي قلته كان بحسن نية وبحب لمصر وللجزائر معًا."
تفاصيل أزمة تصريحات مهرجان وهران
بدأت الأزمة عندما تحدّث ياسر جلال خلال حفل تكريمه في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، قائلًا إن الجزائر أرسلت قوات صاعقة إلى ميدان التحرير بعد حرب 1967 لحماية المصريين، وهو ما أثار استياءً واسعًا داخل مصر، حيث اعتبر مؤرخون ومتابعون أن التصريح غير دقيق تاريخيًا.
وبعد الضجة الأولى، نشر جلال فيديو أوضح فيه أنه كان يقصد التعبير عن تقديره للجزائر ودورها الدائم في دعم القضايا العربية، وقال:
"محدش يقدر يزايد على دور مصر التاريخي، ولا على محبة الجزائر ليها، وأنا كلامي كان نابع من تقديري لعلاقاتنا كعرب."
لكن هذا التوضيح لم ينه الجدل، إذ خرج عدد من المؤرخين لينفوا الرواية تمامًا، معتبرين أن الفنان "أخطأ في المعلومة"، ما دفعه أخيرًا إلى الخروج باعتذار علني جديد.
تفاعل واسع على مواقع التواصل
تصدّر اسم ياسر جلال محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت التعليقات بين من رأى أن الاعتذار كافٍ ويعكس احترامه للجمهور، ومن اعتبر أن الفنان كان يجب أن يتحرّى الدقة قبل الإدلاء بتصريحات ذات طابع تاريخي.
في المقابل، عبّر عدد من المتابعين الجزائريين عن تقديرهم لموقف جلال واعتذاره الصادق، مؤكدين أن العلاقة بين الشعبين المصري والجزائري أعمق من أي زلة كلامية.
ياسر جلال بين النية الحسنة وغضب الجمهور
أثبتت الأزمة الأخيرة أن الكلمة في زمن السوشيال ميديا لها وقع مضاعف، خصوصًا حين تصدر عن شخصية عامة بحجم ياسر جلال.
وبالرغم من العاصفة التي واجهها، بدا جلال متماسكًا ومصرًا على الاعتذار، مؤكدًا أن نيته كانت طيبة وأن هدفه من الأساس كان التقريب بين الشعوب لا الإساءة إلى أحد.