TRENDING
مشاهير العرب

جريمة شيماء جمال: ما بين الدراما والواقع… تفاصيل أبشع مما عُرض في "ورد وشوكولاتة"

جريمة شيماء جمال: ما بين الدراما والواقع… تفاصيل أبشع مما عُرض في

تشغل قضية الإعلامية الراحلة شيماء جمال الرأي العام منذ وقوعها، وتعود اليوم إلى الواجهة مع المقارنات التي أُثيرت بين مشهد إنهاء حياة “مروة” في مسلسل “ورد وشوكولاتة”، وبين ما جرى في الحقيقة. غير أن الوقائع التي تكشفها والدتها وشهادات التحقيق تؤكد أن ما حدث كان أشد وحشية بكثير مما ظهر درامياً.


ما قبل الجريمة: يوم بدا عادياً

في اليوم الذي اختفت فيه شيماء، كانت الأسرة تستعد لاستقبال زوجها، أيمن، على الغداء. فقد أوصت خالتها بأن يكون الطعام جاهزاً عند الثانية والنصف. وفي الوقت نفسه، كانت شيماء تستعد للذهاب إلى صالون التجميل بعد أن منحها أيمن مبلغاً لتغيير لون شعرها.

لكن ما سجّلته كاميرات المراقبة كان بداية المفاجأة. فور وصولها أسفل منزلها، خرجت من سيارتها ودخلت مباشرة سيارة زوجها، من دون أن تصعد إلى البيت كما كان متوقعاً.

الحيلة: “المزرعة الجديدة”

قاد أيمن زوجته إلى مزرعة أخبرها سابقاً أنه ينوي شراءها لتضع فيها كلابها. وعندما أعربت عن رغبتها في إبلاغ الأسرة التي تنتظر على الغداء، رفض بشدة، متذرعاً بـ”الحسد والعين” ورغبة في إنجاز الجولة “سريعاً”.

وصل الزوجان إلى المزرعة حيث كان في استقبالهما شخص قدّمه أيمن بوصفه قريب صاحب المكان. بدا كل شيء عادياً في البداية؛ جولة، حديث هادئ، ووعود بشراء المزرعة إذا أعجبتها.

الإشارة: “اعملنا شاي يا حسين”

بعد الجولة، دعَا أيمن شيماء للجلوس قليلاً، ثم وجّه جملة متفقاً عليها مسبقاً لشريكه حسين: “اعملنا شاي يا حسين”.

كانت تلك عبارة التنفيذ. خلال ثوانٍ، فوجئت شيماء بحسين يتجه نحوها ويقيد قدميها بسلسلة حديدية. صُدمت وصرخت: “لا يا أيمن!” وهي تحاول الاستنجاد بزوجها، ظناً منها أنه سيمنع ما يحدث.

حاولت التوسل إليه بالكشف عن الأوراق والمعلومات التي كانت تملكها، معتقدة أن تهديدها قد يمنع الكارثة. لكن الشريك تدخل قائلاً: “مينفعش نسيبها… دي عارفة كل حاجة.”

الاعتداء: فقدان الوعي والتحكم الكامل

تعرضت شيماء لضربة قوية على الرأس أفقدتها الوعي. بعدها بدأ المعتديان في تقييد يديها وربطها بشكل محكم بالسلاسل بطريقة جعلت جسدها منحني الظهر تماماً.

وتؤكد والدتها أن طريقة ربط السلاسل هي السبب في عدم استقامتها حين أُلقيت داخل الحفرة، بخلاف ما ظهر في المسلسل الذي صوّر الجثمان بوضع مستقيم.

إخفاء الجثمان: حفرة بثلاثة أمتار

ألقيا الجثمان داخل حفرة بعمق ثلاثة أمتار، ثم شرع كل من أيمن وحسين في سكب مادة حارقة عليها من عدة زجاجات. وبعدها دُفنت الحفرة بالتراب لإخفاء معالم الجريمة.

العودة إلى المنزل… وتمثيل “البحث عن المفقودة”

الصدمة الأكبر كانت في السلوك الذي اتبعه أيمن بعد ارتكاب الجريمة. عاد إلى منزل شيماء، وشارك أهلها في “البحث” عنها، ثم توجّه بنفسه إلى قسم الشرطة لتقديم بلاغ باختفائها، في محاولة لإبعاد الشبهات.

بين الدراما والحقيقة: الواقع أكثر قسوة

رغم أن مسلسل “ورد وشوكولاتة” استند في أحد مشاهده إلى قصة شيماء جمال، فإن ما وقع في الحقيقة كان أكثر قسوة وتعقيداً مما قدّمه العمل الدرامي. فالتخطيط المسبق، واستدراج الضحية، وآلية التنفيذ، ثم محاولات التمويه اللاحقة… جميعها تفاصيل تكشف حجم البشاعة التي تعرّضت لها.

هذا التحقيق يعيد تسليط الضوء على واحدة من أبشع القضايا التي هزّت المجتمع، ويطرح مجدداً تساؤلات حول آليات الحماية، وتوثيق العنف، وكيفية منع تكرار مأساة مماثلة.