في عمل سينمائي شاعري يستند إلى رواية الكاتب الأميركي دينيس جونسون، يقدّم فيلم Train Dreams أحد أكثر أفلام العام لفتًا للانتباه بأسلوبه الهادئ وعمقه الإنساني. العمل الذي أصبح متاحًا عبر نتفليكس، يروي سيرة رجل عادي تتقاطع حياته مع تغيّرات كبرى في العالم، فيتحوّل إلى مرآة للأسئلة العميقة حول الفقد، الزمن، وتحوّل معنى الحياة.
قصة رجل يتبدّل مع الزمن
يتتبّع الفيلم حياة روبرت غرينير الذي يعمل في قطع الأشجار وبناء السكك الحديدية في شمال غرب الولايات المتحدة. حياة بسيطة، لكنها تتعرّض لاهتزازات قوية حين يعيش فصولًا من الفقد ويشهد تغيّر العالم من حوله. ومع الوقت، تتبدّل علاقته بالطبيعة والناس، وتنعكس رحلته الداخلية في طريقة نظره لكل ما اعتاد أن يعتبره عاديًا.

وفاء بصري وروائي لروح النص الأصلي
الفيلم مقتبس عن رواية قصيرة تحمل الاسم نفسه للكاتب دينيس جونسون، ويحرص المخرج كلينت بنتلي على تقديم معالجة بصرية شاعرية تنقل روح النص من دون أن تتخلى عن لغة السينما. وتمنح الموسيقى التصويرية للمؤلف برايس ديسنر طبقة وجدانية إضافية تعمّق إحساس المشاهد بعزلة البطل وتحوّلاته.

أداءات راسخة وصناعة متقنة
يقوم جويل إدغيرتون بواحد من أكثر أدواره نضجًا، مجسدًا شخصية رجل يعيش على الهامش لكنه يحمل في داخله صراعًا وجوديًا صامتًا. وترافقه في البطولة فيليسيتي جونز مع حضور داعم من ويليام إتش ميسي وكيري كوندون.

تحيّة لعالم يختفي
يقدّم الفيلم نظرة استذكارية لعصر يتلاشى، حيث تتقدّم الصناعة على الطبيعة وتختفي طرق العيش البسيطة. لكنه يطرح في الوقت نفسه سؤالًا صريحًا: ماذا يبقى من الإنسان حين يتغيّر كل شيء حوله؟
إصدار عالمي وتفاعل نقدي بارز
عُرض الفيلم أولًا في صالات أميركية محدودة في 7 نوفمبر 2025، ثم انطلق عالميًا على نتفليكس في 21 نوفمبر، وحصد إشادات نقدية لأسلوبه الهادئ وقدرته على تحويل حياة عادية إلى تجربة إنسانية عميقة.
