في عالم الموضة الذي يعجّ بالأسماء، استطاعت الشابة اللبنانية تيا ديب أن ترسم لنفسها خطاً واضحاً لا يشبه أحداً. بصمتها باتت معروفة: رقّة فيها شيء من القسوة، ونعومة تشاكِل الجرأة، وحسّ ابتكاري لا يخطئه النظر. هذه الروح المتناقضة والمتكاملة في آن، شكّلت حجر الأساس في مجموعتها الأخيرة لخريف وشتاء 2025–2026 تحت عنوان “Saints & Sinners Collection”.

بين النقاء والجرأة… فلسفة تيا في التصميم
تحمل المجموعة رؤية فنية متقدّمة، تبحر بين الثنائيات التي تشكّل شخصية المرأة اليوم:
امرأة هادئة وقوية، حالمة وصلبة، يمكن أن تكون “قدّيسة” في لحظة و“خاطئة” في أخرى، وكل ذلك منسوج في أقمشة تتبدّل، لكن جوهرها يبقى واحداً: القوة الأنيقة.

اختارت تيا الجلد كركيزة أساسية في التصاميم، مادة تمنح المرأة حضوراً طاغياً، وقوة ملموسة، لكنها أضافت إليها الدانتيل الذي يهمس بالرقة والشفافية، لتخلق هذا الحوار المتناغم بين التناقضات. إلى جانب الجلد والدانتيل، حضرت خامات أخرى مثل الصوف، الكريب، والبوبلين، صيغت بقصّات تجمع بين حداثة الشكل وفخامة التنفيذ.

مجموعة واسعة… من اليومي إلى الكوتور
تتحرّك المجموعة بخفّة بين ثلاث عوالم:
إطلالات يومية راقية بمقاسات أنثوية محسوبة.
أزياء مسائية مترفة تعكس بريق السهرات.
قطع كوتور جريئة تقف في مساحة خاصة بين الفن والموضة.
كل تصميم يحمل توقيعها الواضح: خطوط نظيفة، خامات مدروسة، وجاذبية لا تنتمي إلى الصدفة بل إلى رؤية متماسكة.

إرث الأناقة… وتعاون مُلهم مع نوال الزغبي
تيا ليست مجرد مصممة شابة طموحة؛ إنها ابنة النجمة نوال الزغبي، صاحبة الذوق الرفيع التي لطالما كانت رمزاً للأناقة في العالم العربي. لكن الجميل أن تيا لم تسر خلف شهرة والدتها فقط، بل بنت لنفسها مساراً يؤكد موهبتها.
نوال ارتدت في مناسبات وحفلات عدّة من تصاميم ابنتها، وكانت تلك الإطلالات خير دليل على قدرة تيا على تقديم أزياء تحمل حرفية ورؤية.
موهبة شابة… وصوت جديد في الموضة اللبنانية
تيا ديب ليست مجرد مصممة ناشئة؛ إنها صوت جمالي جديد، مزجت بين حداثة الجيل الذي تنتمي إليه وخبرة البيت الذي نشأت فيه. تستخدم الأقمشة كمنحوتات، وتحوّل التناقضات إلى جمالية، وتمنح المرأة ثوباً لا يزيّنها فقط، بل يروي قصتها.



