في اختتام مهرجان البحر الأحمر السينمائي، لم تكن الأضواء وحدها هي التي أعلنت النهاية، بل الأناقة. أناقة حملت توقيع زهير مراد، المصمم الذي يعرف كيف يحوّل اللحظات الأخيرة إلى ذاكرة بصرية لا تُنسى. بثوبين فقط، لكنهما مشحونان بالدلالة والفخامة، قدّم مراد نهاية تشبه التتويج، وكأن الموضة هنا لم تكن مرافقة للسينما، بل جزءاً من سرديتها.


هند صبري… الشرق حين يلمع بهدوء
في عشاء Golden Globes Gala Dinner، أطلّت هند صبري بفستان بدا كتحية للأنوثة الشرقية الراقية. تصميم نحاسي متلألئ من توقيع زهير مراد، مطرّز بالكامل بحرفية عالية، عكس ضوء السجادة الحمراء من دون أن يصرخ.

القصة المحتشمة ذات الياقة العالية والأكمام الطويلة أعادت الاعتبار لفكرة أن الفخامة لا تحتاج إلى كشف، فيما التفاصيل التي تشبه الكاب أو الوشاح المنسدل أضافت بعداً درامياً ناعماً، يليق بممثلة تعرف كيف تحضر بثقلها لا بضجيجها.
اختيار مجوهرات Boucheron جاء منسجماً مع روح الفستان، بينما أكملت تسريحة الشعر المشدودة والمكياج الأنيق الصورة النهائية لإطلالة متوازنة، واثقة، ومشحونة بالهيبة. كانت هند صبري أشبه بمرآة تعكس رؤية زهير مراد: أنوثة تعرف قيمتها ولا تحتاج إلى المبالغة لإثباتها.
أليساندرا أمبروسيو… فخامة ختامية بنفَس ملكي
في ليلة الختام، حملت عارضة الأزياء العالمية أليساندرا أمبروسيو توقيع زهير مراد إلى مساحة أخرى من الحلم. فستان عاجي فاتح، بقصة كلاسيكية مفتوحة عند الصدر بياقة القلب، ضيّق من الأعلى، ومنسدل بنعومة مدروسة، زيّنته تطريزات ناعمة حول الخصر وترصيع دقيق بالمجوهرات.

لكن اللحظة المفصلية في الإطلالة كانت كاب السترة الطويل، المرصّع بالأحجار الكريمة، المتدلّي بأناقة من الكتفين، ليمنح الفستان بعداً ملكياً واضحاً. لم تكن الإطلالة مجرد فستان سهرة، بل مشهد ختامي مدروس، يليق بنهاية مهرجان يسعى إلى ترسيخ نفسه كمنصة عالمية.
خاتمة على قياس الاسم
ما فعله زهير مراد في اختتام مهرجان البحر الأحمر لم يكن استعراضاً، بل توقيعاً. توقيع مصمم يعرف أن اللحظات الأخيرة هي الأصدق، وأن النهاية الجميلة تظلّ عالقة أكثر من أي بداية صاخبة.
بين نحاس هند صبري العميق، وعاج أليساندرا أمبروسيو النقي، رسم مراد قوساً جمالياً متكاملاً، قال فيه إن الموضة قادرة على أن تكون لغة ثقافية، وأن الأناقة، حين تُحسن صياغتها، تصبح حدثاً بحد ذاته.
هكذا أُسدل الستار… لا على مهرجان فقط، بل على مشهد أنيق كُتب باسم زهير مراد.
