كان من المفترض أن يُطفئ المخرج اللبناني الراحل يحيا سعادة شمعته الخمسين هذا العام، لكن هذا اليوم تحول إلى ذكرى حزينة لجمهور الفن العربي، بعد أن خطفته صعقة كهربائية مميتة عام 2010، وهو في عز عطائه وفي موقع التصوير.
رحيل مأساوي أثناء تصوير كليب
في صباح 17 كانون الأول/ديسمبر 2010، كان يحيى سعادة يصور فيديو كليب جديد للفنانة مايا دياب في مدينة إسطنبول التركية. المكان: محطة قطار مهجورة، والمشهد: جريء كعادته. فجأة تحولت الكاميرا إلى شاهد على مأساة حقيقية.
أثناء معاينته لموقع التصوير، لاحظ سعادة وجود أسلاك كهربائية مكشوفة، وطلب التوقف عن العمل لحين التأكد من السلامة. وبينما كان يتحرك ليفحص بنفسه، تعثر ولامس أحد الأسلاك، لتتسلل صعقة كهربائية قاتلة إلى جسده، وتُسدل الستارة على أحد أكثر المخرجين جرأة في تاريخ الفيديو كليب العربي.

ردود الفعل على وفاته
كان خبر الوفاة صدمة مدوية في الوسط الفني. عبّر نجوم كُثر عن ألمهم لفقدانه، خاصة وأنه كان في أوج إبداعه، ويحضّر لعدة مشاريع ضخمة. مايا دياب، التي كانت متواجدة أثناء الحادث، صرّحت لاحقًا بأن سعادة كان شديد الحرص على سلامة الطاقم، لكنه أصر على التأكد بنفسه، ما أدى إلى نهايته التراجيدية.

إرث فني خالد
رغم رحيله المبكر، ترك يحيى سعادة بصمة لا تمحى في عالم الإخراج. أعماله كانت مليئة بالرموز والألوان والرسائل التي لا تخاف من الانتقاد، وحوّل الفيديو كليب العربي من مجرد أداة ترويج أغنية إلى قطعة فنية سينمائية.
من أبرز كليباته:
"أنا طبعي كده" – نيكول سابا
"بياع الورد" – أمل حجازي
"خليني شوفك بالليل" – نجوى كرم
"جرح غيابك" – كارول صقر
ذكرى خالدة
رغم مرور خمسة عشر عامًا على وفاته، يبقى يحيى سعادة رمزًا للتمرد والحرية، وقصته تُروى للأجيال القادمة عن فنان خاضع للجنون… حتى الموت، تاركًا إرثًا من الإبداع والصدمة التي لا تنسى.