فستان واحد… ثلاث نجمات وثلاث قراءات للجمال
في عالم الموضة، لا يكفي أن يكون الثوب جميلًا كي يُخلَّد، بل أن تعبر به أكثر من امرأة، كلٌّ بطريقتها، فتمنحه حياة جديدة في كل مرة. هذا ما حصل مع فستان Elisabetta Franchi الأسود، الذي انتقل خلال الأشهر الماضية من مناسبة إلى أخرى، ومن نجمة إلى أخرى، ليصبح شاهدًا على اختلاف الجمال رغم وحدة التصميم.
من هاندا أرتشيل في أكتوبر"تشرين الأول" ، إلى أسماء إبراهيم وسيرين عبد النور بالأمس، كان الفستان ذاته، لكن الحكاية تغيّرت مع كل حضور.
أسماء إبراهيم فخامة سوداء بلمسة مخملية

اختارت أسماء إبراهيم النسخة السوداء المخملية المكسّمة ذات الياقة العالية المصنوعة من الفوال الرقيق، مع أكمام طويلة وانسياب مشدود على الجسم يبرز القوام بدقة وأناقة.
أكملت الإطلالة بمجوهرات من Chanel، مع حقيبة من الدار نفسها، وساعة من Cartier، لكن القطعة الأبرز كانت عقد اللؤلؤ الطويل من شانيل الذي تدلّى على الصدر، كاسرًا حدّة الأسود، ومانحًا الثوب بريقًا ناعمًا متلألئًا.
أما جماليًا، فاعتمدت تسريحة شعر ناعمة ملساء مع فرق جانبي، ومكياج قوي بعيون سموكي حادة، لتبدو الإطلالة متوازنة بين القوة والفخامة، وكأن الأسود هنا يعبّر عن حضور واثق لا يساوم.
سيرين عبد النور ..أنوثة تتحرّك مع الضوء

سيرين عبد النور قدّمت قراءة مختلفة تمامًا للفستان ذاته. بجذعها الميّاس وحضورها الأنثوي، منحت الثوب حركة وانسيابًا، خصوصًا مع شعرها الطويل الناعم المتماوج وفرق الوسط الذي أضفى نعومة إضافية على الإطلالة.
اختارت مكياجًا هادئًا بسحنة مضيئة، كأنها مغسولة بالضوء، مع أحمر شفاه وردي، واكتفت بمجوهرات ناعمة بالكاد تُرى على الأذنين والمعصم.
هنا، لم يكن الفستان بطل المشهد وحده، بل الانسجام بين القماش، الجسد، والضوء… أنوثة هادئة تقول الكثير دون ضجيج.
هاندا أرتشيل أناقة عالمية سبقت اللحظة

قبل أسماء وسيرين، كانت النجمة التركية هاندا أرتشيل قد سبقت الجميع في شهر أكتوبر، عندما ارتدت الفستان نفسه خلال حفل مجوهرات Pomellato.
هاندا اختارت أن تحوّل الياقة العالية إلى مسرح للمجوهرات، فنسّقت الثوب مع طقم مجوهرات فخم وبارز، واعتمدت تسريحة شعر مرفوعة أظهرت الأقراط الكبيرة والعقد المميز، مع غرة ناعمة انسدلت على الوجه.
مكياجها جاء رقيقًا بدرجات وردية، مع شفاه حاضرة بأحمر مات، ليكتمل المشهد بإطلالة عالمية، مدروسة، تجمع بين الرقي والجرأة.
الفستان واحد، لكن الجمال تعدّد. وحضن أجساد مختلفة ووجوه لكل منها حكاية مع الضوء والحضور.
أسماء إبراهيم منحته الفخامة المخملية، سيرين عبد النور ألبسته الأنوثة المتحرّكة، وهاندا أرتشيل قدّمته بقراءة عالمية لامعة.
هكذا تثبت الموضة مرة أخرى أن الثوب لا يفرض جماله… بل المرأة هي من تمنحه المعنى.