TRENDING
مشاهير العرب

كزدورة»… نجاح جماهيري مقابل نقد فني… ناصيف زيتون في مفترق طرق

كزدورة»… نجاح جماهيري مقابل نقد فني… ناصيف زيتون في مفترق طرق

أثارت أغنية «كزدورة» للفنان ناصيف زيتون، من كلمات وألحان أبو ورد وتوزيع فؤاد جنيد، حالة من الجدل فور صدورها، بعدما تفاوتت آراء الجمهور والنقّاد بين من رأى فيها عملاً جماهيريًا ناجحًا، ومن اعتبرها تكرارًا لخطّ آمن لا يضيف جديدًا إلى مسيرة الفنان. هذا التباين يفتح الباب أمام قراءة نقدية متوازنة للعمل بعيدًا عن الانفعال أو التطبيل.


أغنية شعبية بعيدة عن المغامرة

تنتمي «كزدورة» بوضوح إلى الأغنية الشعبية الخفيفة، المعتمدة على مفردات قريبة من الشارع ولهجة محكية سهلة الالتقاط. الكلمات تقوم على الغزل المباشر وصناعة صورة الحبيبة المثالية، مع لازمة لافتة وقابلة للتداول السريع، ما يجعل الأغنية مؤهلة للانتشار عبر الحفلات ومنصات التواصل الاجتماعي. هنا، يبدو الرهان واضحًا على الذائقة العامة لا على المغامرة الفنية.

الكلمات: بساطة أم تكرار؟

كتب أبو ورد نصًا يعتمد على الصور التقليدية في الأغنية الرومانسية الشعبية: الجمال، الغيرة، الرغبة في الارتباط، والسفر. هذا الخيار منح الأغنية سلاسة ووضوحًا، لكنه في المقابل فتح باب الانتقاد حول غياب العمق والتجديد، خصوصًا مع التكرار في اللازمة والمقاطع، ما جعل البعض يرى أن النص لا يترك أثرًا طويل المدى.

اللحن والتوزيع: وصفة مضمونة

لحنيًا، جاءت «كزدورة» بإيقاع راقص وخط لحني مألوف ينسجم مع صوت ناصيف زيتون ويخدم حضوره المسرحي. توزيع فؤاد جنيد حافظ على طابع عصري نظيف دون مبالغة، ما دعم قابلية الأغنية للبث والحفلات. غير أن هذا الانسجام نفسه اعتبره منتقدون لعبًا ضمن المنطقة الآمنة، بلا مفاجآت موسيقية حقيقية.

ناصيف زيتون بين النجاح والاستنساخ

يُحسب لناصيف زيتون وعيه لاختياراته وقدرته على قراءة السوق الفني، لكن «كزدورة» أعادت طرح سؤال قديم: هل يكتفي الفنان بالنجاح الجماهيري أم يسعى لتوسيع أفقه الفني؟ المعجبون رأوا في الأغنية امتدادًا طبيعيًا لخط ناجح، بينما طالب منتقدون بخطوة أكثر جرأة تليق بمكانته وشعبيته.

تفاعل الجمهور… معيار النجاح الحقيقي

الأرقام والتفاعل على المنصات الرقمية أظهرت أن «كزدورة» وجدت جمهورها بسرعة، وهو ما يعزّز فكرة أن الأغنية حققت هدفها الأساسي. في المقابل، استمر النقاش حول قيمتها الفنية مقارنة بأعمال سابقة لزيتون حملت وزنًا عاطفيًا أو موسيقيًا أكبر.


«كزدورة» ليست فشلًا ولا قفزة نوعية. هي أغنية مدروسة، جماهيرية، وناجحة تسويقيًا، لكنها في الوقت نفسه لا تضيف جديدًا فنيًا إلى رصيد ناصيف زيتون. عمل يرضي المزاج العام ويشعل الحفلات، لكنه يترك النقّاد بانتظار مغامرة قادمة تكسر التكرار وتعيد إشعال الدهشة.