احتجاجاً على إهانة وتحقير العلم اللبناني والنشيد الوطني، والإساءة إلى المؤسسات العسكرية، ادّعت المديريّة العامة لقوى الأمن الداخلي على برنامج "مرحبا دولة"، للثنائي الكوميدي حسين قاووق ومحمد الدايخ، مطالبةً المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشيونال LBCI، بوقف عرضه.
وأعلنت LBCI أنّها تبلّغت دعوى عجلة قدمت من قبل الدولة اللبنانية/وزارة الداخلية ممثلة برئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل، تطلب بموجبها وقف برنامج "مرحبا دولة"، احتجاجاً على ما وصفته إستباحة البرنامج للحرم الأخلاقية المناقبية، نتيجة الإساءة التي يقوم بها تجاه الدولة ومؤسساتها"، وفق ما جاء في الادّعاء.
إبن مين إنتي ؟
— LBCI TV (@LBCILebanon) January 21, 2024
شاهدوا حلقة #مرحبا_دولة مجاناً عبر موقع الـ #LBCI الالكترونيhttps://t.co/FZMfPag9fB#LBCILebanon #LBCILebanon pic.twitter.com/VzSC67cgKm
ماذا قرّر القضاء؟
تحت عنوان "القضاء اللبناني ينتصر لحرية التعبير"، أعلنت قناة LBCI أن القضاء رد طلب وزارة الداخلية الرامي إلى منع برنامج "مرحبا دولة"، مشيرةً إلى أن القاضية كارلا شواح أصدرت قراراً بردّ الاستدعاء وحفظ الرسوم والنفقات كافة.
وفي ما يلي نصّ القرار كاملاً:
بيان قوى الأمن الداخلي
وأطلقت شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي بياناً جاء فيه: "بتاريخ 18 كانون الثاني 2024، عرضت المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشيونال (LBCI)، الحلقة الأولى من برنامج بعنوان (مرحبا دولة)، وقد تضمنت هذه الحلقة الكثير من التحقير والذم والإساءة للدولة اللبنانية عبر تحقير عَلمها ونشيدها الوطني، ومن توجيه الإساءات بأسلوب وضيع وسوقي بعيد عن الوطنية والأخلاق والمهنية، يتضمن حقداً وكراهيةً تجاه مؤسسة قوى الأمن الداخلي. وارتدى الممثلون بزات عسكرية بالإضافة الى أسلحة ومعدات بدون ترخيص، وقدموا أدواراً في سيناريوهات وحوارات مبتذلة ومهينة".
وأضاف البيان: "إن عناصر قوى الأمن الداخلي بالرغم من الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعانونها، ما زالوا صامدين في مواجهة الجرائم حتى الاستشهاد حفظاً لأمن الوطن والمواطنين، أتى بث هذا البرنامج الذي أقل ما يقال فيه أنه مسيء وغير وطني، فأحسّوا بإهانة شديدة، وأصبحوا يشعرون بالخجل أمام أولادهم وأهلهم، إذ وردت اتصالات إلى المديرية العامة من ضباط وعناصر في الخدمة الفعلية ومتقاعدين يلحّون علينا إيقاف هذا البرنامج. كما أثار عرضه الاستهجان والاستغراب عند الناس التي تعلم بأن هذا البرنامج معيب، وبادر الكثير منهم إلى الاتصال بقوى الامن الداخلي للتعبير عن غضبهم واستيائهم، والاستفسار عما قمنا به تجاه هذا الامر المخل بالآداب العامة والأخلاق والذي يخلو من الكرامة الوطنية، ويدمر ويهدم آخر ما تبقى من مداميك الدولة والنظام.
وتابع البيان: "إن هذا العمل لا يمكن تبريره بأن البرنامج هو برنامج كوميدي بل تدميري، حيث إن هذه البرامج عادة هي الأكثر رواجاً ومشاهدةً وبالتالي فإن الرسائل التي تحملها تدخل عميقاً في وجدان المشاهد وفكره، وتصبح بالتالي الأكثر تأثيراً على الرأي العام وتشكيله وتوجيهه نحو أهداف تتعلق بالكتّاب والمخرجين والمنتجين والمروجين، ولنا الكثير من الأمثلة عن برامج كوميدية كادت أن تودي بالبلاد إلى فتن وأحداث لا تحمد عقباها. وبالرغم من احترامنا والتزامنا الكامل بالحقوق والحريات العامة وفقاً لما نصت عليه المادة الأولى من القانون 17/90 (قانون تنظيم قوى الأمن الداخلي)، وما تضمنه الدستور اللبناني في مقدمته ومواده التي أوجبت ممارسة هذه الحقوق والحريات ضمن الأطر القانونية المعمول بها.
ولما كان عرض هذا البرنامج قد انتهك المادة /384/ من قانون العقوبات بإهانة العلم اللبناني والنشيد الوطني والاستهزاء بهما، ومس مباشرةً بمعنويات مؤسسة قوى الامن الداخلي ومعنويات عناصرها ووضعهم في موضع السخرية البعيدة عن الحقيقة والواقع.
ولما كان عرض هذه الحلقة يخالف العديد من القوانين اللبنانية ولا سيما:
قانون 27/11/1947، قانون البث التلفزيوني والإذاعي، قانون العقوبات اللبناني وقانون تنظيم القضاء العسكري.
مع العلم أن هذا البرنامج بعيد كل البعد عن الحرية المسؤولة ولم يشهد له مثيل من جهة الإهانة المباشرة بحق الرموز الوطنية، ولاسيما العلم اللبناني والنشيد الوطني وتحقير مؤسسة قوى الأمن الداخلي عبر التطاول على عناصرها، والتضليل الذي يصوّر زورًا مهامها وأداءها الحقيقي.
أمام كل ذلك، التزمت قوى الأمن الداخلي بالقوانين المرعية الاجراء حيث مارست حقها بالادعاء عبر شكوى أرسلتها الى وزارة الداخلية والبلديات بغية إحالتها إلى هيئة القضايا في وزارة العدل التي اناط بها القانون تمثيل الدولة اللبنانية بمختلف إداراتها.
بيان المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشيونال LBCI
وكانت قناة LBCI أصداؤت بياناً قالت فيه: "الدولة اللبنانية نسيت معاناة اللبنانيين الذين فقدوا أموالهم ويعيشون في ظل أزمة اقتصادية مدمّرة، هجّرت أولادهم، وقضت على مستقبلهم، كما أنّهم نسوا مأساة انفجار المرفا الذي دمر بيروت وأسقط اللبنانيين بين ضحايا وجرحى. والأهم، أنّهم نسوا معاناة وضع ضباط وعناصر قوى الأمن الداخلي".
وتابعت القناة: "أمّا الحديث عن هيبة الدولة التي يدّعون أنه مُسّت من خلال برنامح كوميدي ساخر، يهدف إلى إلهاء الناس عن المأساة التي يعيشونها، نتيجة غياب هذه الدولة نفسها، فكوميدي بحد ذاته، لأنّ الدولة، هي من تركت أبناءها وإداراتها ومؤسساتها، وأوصلتها إلى الواقع المذري الذي ترجمه البرنامج".
وأكدت القناة أنّ "المشكلة ليست في برنامج "مرحبا دولة"، إنّما في عقلية لا تريد إصلاح الدولة وشؤون الناس وترفض حتى إدخال البسمة إلى منازلهم، بينما ما تريده الـLBCI هو إصلاح الخلل في الدولة بإدخال الفرحة إلى منازل اللبنانيين ومعها الأمل ببناء دولة سقفها الوحيد الحريات الممنوع المسّ بها".