نعت وزارة الثقافة الفلسطينية الممثل والمخرج والمنتج محمد بكري، الذي وافته المنية أمس الأربعاء داخل مستشفى نهاريا، عن عمر ناهز 72 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة ترك خلالها بصمة عميقة في المشهدين الثقافي والفني الفلسطيني والعربي.
بيان رسمي: صوت إبداعي حاضر بقوة
قالت وزارة الثقافة في بيانها إن الراحل محمد بكري شكّل “علامة فارقة في المشهد الثقافي والفني الفلسطيني والعربي”، مؤكدة أن صوته الإبداعي كان حاضرًا بقوة في المسرح والسينما، وأنه كرّس فنه للدفاع عن الحقيقة والسردية الفلسطينية في مختلف أعماله.
وأضاف البيان أن بكري حظي بتكريم وطني رفيع، بحصوله على جائزة فلسطين التقديرية للآداب والفنون والعلوم الإنسانية، تقديرًا لعطائه الإبداعي المتميز ودوره الريادي في خدمة الثقافة الوطنية.
نعي واسع من المؤسسات والفنانين
لم يقتصر النعي على وزارة الثقافة، إذ نعته أيضًا الهيئة العربية للمسرح والهيئة الملكية الأردنية للأفلام، إلى جانب عدد كبير من الفنانين والمثقفين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من بينهم الكاتب إبراهيم نصر الله والممثل سليم ضو، الذين عبّروا عن حزنهم لرحيل أحد أبرز رموز الفن الملتزم.
من الجليل إلى العالمية: بدايات ومسيرة
وُلد محمد بكري في قرية البعنة بالجليل عام 1953، وبدأ مشواره الفني بعد دراسته التمثيل والأدب العربي في جامعة تل أبيب. انطلق بعدها إلى عالم الفن من بوابة المسرح، قبل أن يشارك في العديد من الأفلام الأجنبية التي أسهمت في منحه شهرة عالمية، إلى جانب حضوره القوي في السينما العربية.

أعمال خالدة وجوائز مرموقة
أخرج بكري الفيلم الوثائقي الشهير «جنين.. جنين»، الذي فاز بجائزة التانيت الذهبي في أيام قرطاج السينمائية بتونس عام 2003، إضافة إلى جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة في مصر عام 2002.
كما شارك ممثلًا في عدد من الأفلام البارزة، من بينها:
«عيد ميلاد ليلى» للمخرج رشيد مشهراوي
«واجب» للمخرجة آن ماري جاسر
«الغريب» إخراج أمير فخر الدين
«ما بعد» للمخرجة مها حاج
وحصد الراحل العديد من الجوائز من مهرجانات دولية، وكان من أبرز محطات تكريمه حصوله على جائزة الإنجاز الإبداعي من مهرجان الجونة السينمائي في دورته الخامسة عام 2021.
إرث فني وإنساني باقٍ
برحيل محمد بكري، يفقد الفن الفلسطيني والعربي أحد أبرز رموزه الذين جمعوا بين الإبداع الفني والموقف الإنساني، وتركوا إرثًا غنيًا سيبقى حاضرًا في ذاكرة المسرح والسينما لسنوات طويلة.