يقتحم مسلسل «لا ترد ولا تستبدل» بطولة النجوم دينا الشربيني وأحمد السعدني واحدة من أكثر القضايا حساسية وإثارة للجدل في المجتمع المصري والعربي، وهي التبرع بالكلى من الموتى للأحياء، في عمل درامي لا يكتفي بسرد المعاناة الإنسانية، بل يضع المشاهد أمام أسئلة أخلاقية ودينية شائكة، طالما شغلت العلماء ورجال الدين والأطباء.
قضية إنسانية بين الحياة والموت
تدور أحداث المسلسل حول امرأة تعاني من الفشل الكلوي، تجد نفسها أسيرة جلسات الغسيل الأسبوعية، ومطاردة دائمة للوقت الذي يسرق منها حياتها ببطء. رحلة البحث عن متبرع بالكلى لا تتحول فقط إلى سباق مع الموت، بل تكشف عن واقع مرير يتمثل في سوق سوداء لتجارة الأعضاء البشرية، حيث تختلط الحاجة بالاستغلال، واليأس بالجشع.
ومن خلال هذه الرحلة القاسية، يطرح العمل سؤالًا جوهريًا:
هل يمكن أن تنبت بذرة الحب والخير في قلب تجربة محاطة بالخوف والمعاناة؟

صراع البقاء وكشف العلاقات الإنسانية
لا يكتفي المسلسل بتناول المرض كأزمة طبية، بل يغوص في الصراع الإنساني بين الرغبة في البقاء والخوف من الموت، كاشفًا عن شبكة معقدة من العلاقات الاجتماعية والأسرية التي تنفجر تحت ضغط المرض.
الأزمة الصحية تتحول إلى مرآة تكشف أسرارًا قديمة، وخلافات مؤجلة، واختيارات أخلاقية صعبة، حيث يجد الأبطال أنفسهم أمام قرارات قد تنقذ حياة، لكنها في الوقت نفسه قد تهدم مبادئ أو علاقات.
التبرع بالأعضاء.. جدل ديني مفتوح
يفتح «لا ترد ولا تستبدل» بابًا واسعًا للنقاش الديني حول مشروعية التبرع بالأعضاء، خاصة في ظل واقع قانوني لا يسمح رسميًا بالتبرع من الموتى للأحياء.
وفق الفقه الإسلامي، يتفق العلماء على أن التبرع بالكلى من الأحياء جائز بشروط، أهمها:
• ألا يلحق بالمتبرع ضرر جسيم
• أن يكون الهدف إنقاذ حياة إنسان
أما التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، فهو موضع خلاف فقهي، إذ يشترط بعض العلماء أن يكون:
• التبرع لتحقيق منفعة حقيقية
• بموافقة مسبقة أو وصية واضحة
• مع الحفاظ على حرمة الجسد بعد الموت
وهنا تتقاطع الدراما مع الواقع، لتطرح سؤالًا ملحًا:
هل أولوية إنقاذ حياة الأحياء تبرر إعادة النظر في مفهوم حرمة الجسد بعد الوفاة؟
قصة اجتماعية تكشف المجتمع من الداخل
يرصد المسلسل حكاية إنسانية اجتماعية تتجاوز المرض، حيث تتشابك مصائر الشخصيات في إطار من التحديات الأسرية والصراعات اليومية. المرض يصبح نقطة اختبار حقيقية للقيم، والرحمة، والأنانية، ويكشف هشاشة الإنسان حين يوضع أمام خيار الحياة أو الفقد.
أبطال العمل وصناعه
يشارك في بطولة المسلسل إلى جانب دينا الشربيني وأحمد السعدني كل من:
صدقي صخر، حسن مالك، فدوى عابد
وهو من إخراج مريم أبو عوف،
وتأليف دينا نجم وسمر عبد الناصر،
وإنتاج عبد الله أبو الفتوح.
دراما تطرح الأسئلة ولا تقدم إجابات جاهزة
يؤكد «لا ترد ولا تستبدل» أن الدراما ليست مجرد ترفيه، بل أداة لفتح الملفات المسكوت عنها، وإثارة النقاش المجتمعي حول قضايا تمس جوهر الإنسان، بين الدين، والطب، والأخلاق، والحق في الحياة.
مسلسل لا يقدم حلولًا سهلة، لكنه يترك المشاهد أمام سؤال صعب…