TRENDING

كزدورة" ناصيف زيتون وأبو ورد، أغنية الريتم الراقص والموسيقى المشتعلة على كلام واهٍ.

تبدأ الأغنية بمكان فيها شيء من القبول الكلامي، واللحن الذي يدخل الأذن دون أن يصفعها، ثم تجتمع آلات الدق والعصف لتحول "كزدورة" أبو ورد لحناً وكلاماً إلى كزدورة لا تعبر بكلامها بين السنفورة والحكورة والسفورة والتاء المربوطة التي لا تسقط في الأسماع، بل توخز معاناة الأذن.


هذه الأغنية تأخذ حقها في مرابع الليل والرقص، وتشكل ديو يصعب تقسيمه بين ناصيف زيتون وأبو ورد، حيث ينسجم الصوتان دون تفرقة أمام الهزج الموسيقي الذي ينقر على السمع دون أن يكون هناك معنى أو نغمة تردك إلى أي مكان سوى النفور من الكزدورة برفقة السنفورة القمورة.

هذه الأغنية تجسد بكل مقاييسها طقوس الهزج الراقص التي لا تحتاج كلاماً، بل قرعاً وطبولاً وإيقاعاً يناغم الجسد ليهز دون أن يترك ملامحها في المخيلة.

"كزدورة" ناصيف زيتون وأبو ورد هي التي يقال عنها خالف تعرف، استعارة واهية في عالم الفن. فصاحب أغنية "مش عم تزبط معي" و"يا صمت" و"تجاوزت حدودك" يأتي بكزدورة مستفزة للسمع والفهم، حتى يطرق باب التجديد والتنويع ويهز عرشه المتماسك، لينثره على طريق أصحابه من جماعة هز الوسط والتريقة.

ومع النجاح الكبير الذي حققته أغنية «لم أراها سوى منفّرة»، يظل هذا النجاح مأساويّاً حتى ولو رقصت على انغامه أجساد الجميع؛ فهذا النوع من الغناء يُجلس الفنان على كرسي من نوع آخر، ليس كرسي العرش الذي يمنحه الثبات والسيطرة، بل كرسي مهزوز، يُذكّره بأن النجاح، مهما كان، لا يحمي من النقد ولا يضمن التقدير الفني المستمر.

إنه كرسي يتأرجح بين الإعجاب والنفور، بين الحضور على الساحة الفنية وبين الوقوع في فخ التجربة العابرة، ويضع الفنان أمام مسؤولية الابتكار المستمر للحفاظ على مكانته.