TRENDING
إيلي صعب ينثر حدائق الورود في مجموعته لربيع وصيف 2024

إيلي صعب في عرض أزيائه للهوت كوتور لربيع وصيف 2024 في باريس، لم يقدّم عرضاً لمكان أو زمان.. بل خاطب كل الأمكنة وكل الأزمنة.

أطفأ الإضاءة وبدأ يصيغ النور على هواه.
 أثواب تتلألأ من كل الجهات بالترصيع وشغل الميلون ترفل كأطياف أحلام تجر خلفها كل الأفكار النّيرة.

معظم الألوان خافتة، مائية، ولماحة. أكثرها أتى باللون الزهري الموشى بخيوط الذهب والفضة ومعرقاً بالزهور. جاعلاً من الرداء قصيدة حب أو بوح نقي. يأخذك حيث الجمال هو اللغة وهو المدى وهو الإصغاء.

فتح كل أنواع الحدائق ومرجها بالورد وبدأ همس العشق يتعالى. بريق يلمع، إثارة تتأجج وأحلام تغزل الأطياف باقات من سحر.

مستعصية امرأة إيلي صعب، فهي رقيقة كالماء وتنسدل برقة الدمع لكنها متفردة وغير عادية يصعب التعامل معها، ولا تعرف كيف تجمعها، فهي لكثرة رقتها قد تنزلق كحبات رمل بين الأصابع.

 تأتي كالبرق الصاعق مضيئة وخاطفة، قد تكون حارقة وقد تأخذ بالألباب حد الانخطاف.

شدّ صعب الثوب على مدى الجسم وترك للكاب والأوشحة أن تتماوج على كيفها. غزل الجمال من كل النواحي، جسد يتناغم مع القماش وآخر يحلق فوق الخيال.

ربما هذا الزمن ينقصه العطر والزهر فألف أثواباً بالكامل من زهر، وطلاها بألوان العذوبة. فأتت المجموعة بكاملها كأنها حديث من لطف وعطف ومودة.

ولكثرة رقتها تجرح لا تستطيع تحمل كل هذا الغموض الموشى بالزهر المبلل بالعطر.  



لم يتطرق صعب إلى تاريخ أو بلاد أو مسكونة في هذه المجموعة، بل صنع تاريخه ووطنه ووزعه على العالم أجمع، مؤكداً أنه ابن كل زمان ومكان. ويستحق بجدارة أن يكون مصمماً عالمياً يبني قلعة فنه من جمال له لغة جامعة وأنثاه تؤرخ الزمن الذي مرّ فيه.

يقرأون الآن