إذا كان اللباس هوية فمع ديما قندلفت قد تدخل بعض التعديلات على بعض المفاهيم المتداولة. فهويتها واسعة وهواياتها تجعلها خارج التصنيف التقليدي.
فهي الفنانة التي خرجت من أبواب التعليب والمفاهيم المسبقة، مؤكدة أنّها ليست مجرد نجمة تستعرض بعض صورها، لأن أعماقها تحتمل كل جديد في عالم الظهور وفي عالم الأضواء.
مؤخراً ظهرت ديما في عدة مناسبات بدءاً من حفل "جوي اوردز"، حيث أطلت بثوب طويل من تصميم جورج حبيقة باللون الزهر الفاهي الموشى بالبريق، مع جيب مسحوب على الخصر لتظهر بهوية حرة بالرغم من شفافية وبريق الثوب.
مفهوم الحرية والراحة واحد من ضمن إطلالتها العديدة، التي تنم عن شخصية مطواعة ولينة ولا تقبل التقييد أو التحفظ. دوماً هناك لمسة بساطة بالرغم من الرفاهية التي تظهر بها. فهذه سمة لا تفرط بها بعيداً عن الضجيج والضياع وسط الإبهار. المكياج هادئ الأكسسوار مدروس لا تخبيص ولا تخضيب بل دوما لمسة رقة وبساطة.
وفي إطلالة أخرى أيضاً من تصميم حبيقة في عرض ازيائه في باريس، أطلت بثوب قصير زهري فاهي كلعبة الباربي الناعمة المرصعة بالكريستال، مع التنورة الريش، تسهل خطواتها وتفتح الطريق أمامها بحرية مع انسدال شال على الأكتاف العارية والعنق خالٍ من أي إضافات. دليل آخر على توقها الحر في مشيتها وحضورها. والشعر المرفوع ببساطة كمن يريد أن تكون كل الجهات مفتوحة أمامه.
وفي الأسود حلّقت سيدة رصينة في عرض المصمم زهير مراد، ولبست الحلة السوداء من تصميمه كانسجام الليل مع النجوم. لا يعكر صفوها أي مغالاة، مع البروش الناعم قرب الياقة كلفتة بريق في عتمة الظلمة. وتكتمل الحلة الأنيقة الفاخرة بحقيبة من شانيل ودوماً الوجنتان واضحتان، والشعر مرفوع، لتصبح الهوية أوضح وقراءة المحيا أسهل.
كما هي قادرة على لعب كل الأدوار التمثيلية، قادرة أن تفاجئك بطلتها المختلفة تحت شعار واحد هو الحرية والتّفلت من القيود ودوماً ضمن نهج الجمال والأناقة الرفيعة.
فهي ليست نجمة معلبة في إطار، بل أفقها واسع، فإن مثّلت أبهرت، وإن غنّت أجادت وفي صوتها التزام وقوة وحضور كما كل مقوماتها.
وفي الحيّز الآخر ديما قندلفت سباحة محترفة وماهرة، فهي الرياضية المثالية وهذه الروح ساعدتها أن تكون دوماً ذات شخصية نضرة ورشيقة وغير متزمتة ومنطلقة، وجبينها عالٍ وقدراتها مذهلة وانضباطها ذو وقع، مع الاحتفاظ بجرعات حريتها الواضحة في كل ظهور وفي كل منحى من فنها ونجاحها.