تعيش هلال التنبيلك النجمة التركية اليوم نجاحاً منقطع النظير، من خلال دور شيبنام في مسلسل "حياتي الرائعة"، مضافاً لكل النجومية التي حققتها سابقاً في مسلسل "كان يا مكان في شوكوروفا" والذي يعرف أيضاً باسم "مرارة الحب" بدور جوليا أو زليخة في النسخة التركية.
تختار أدوراها بتأنٍ
هلال التي لا تشترك في عمل إلا وتأخذ مكانة متفوقة. فبعد "مرارة الحب " انقطعت اعمالها لتظهر في رائعتها الجديدة من خلال دور شيبنام. هذا الدور الذي يشغل متابعي الدراما في الوطن العربي كما في وطنها الأم تركيا. علماً أن هلال تخطت حدود وطنها لتصبح نجمة عالمية تدعى إلى محافل الفن للاحتفاء بنجاحها ونجوميتها.
البدايات
هلال التنبيلك المولودة عام 1991 في اسطنبول، تحمل إجازة في إدارة الأعمال وأخرى في التمثيل من جامعة إسطنبول، وأهّلها جمالها ومقاييسها لتكون عارضة أزياء وتتأهل ضمن الخمسو الأوائل في مسابقة جمال في عام 2010.
توطدت شهرتها من خلال مسلسل "وردة سوداء" بدور أوزليم بين عامي 2013-2016، لتنطلق بعدها في شهرة أوسع من خلال أعمالها التي تنتقيها بدقة وتضيف لها مكانة كنجمة عالمية.
الأداء صنعها وليس الجمال
يتوارد للكثيرين أن جمال هلال هو الذي كان خلف هذا النجاح الكبير، لكن في بلد الدراما والفن يصعب الأخذ بهذا المعيار الذي لا يقبل إلا بالحرفية والموهبة. استطاعت هلال أن توضّب لنفسها مكانة رفيعة في الأداء المتميز وفتحت لنفسها هالة لا يمكن التغافل عنها عندما قدمت جوليا، وجاءت اليوم لتقول أكثر وأبعد بدور شيبنام في "حياتي الرائعة".
يميّز هذه النجمة أنها تدرس جرعتها جيداً في الأداء، فهي التي تظهر لنا كبطلة تحت مظلات الحب والعشق ووله الرجل لها. لكن هذا الحب القادم من خصال النفس ونقاء الفكر والعفة والنبل. فهي طالما كانت أدوارها تحمل هذه السمات وهي استطاعت أن تأسر القلوب بها بما تتحلى من هذه الصفات.
شيبنام الشخصية الآسرة فالذكاء قبل الجمال
شيبنام ليست امرأة نقية بل لها تاريخ حافل بالمصائب والأخطاء والجريمة. حملت هلال هذه الشخصية وهذبتها بمقصها الذكي، وجعلت منها امرأة تعشقها القلوب وتدافع عنها بالرغم من كل تاريخها الآثم.
هذه الممثلة قادرة أن توزع الدور بذكاء وتزينه بميزان الجواهر وتقدمه كتحفة فنية بين ابتسامتها الساخرة التي سنلّمحها جداً في مسلسلها الأخير، وبين لؤمها العادل غير المنفر بل المحكوم بالجاذبية، وكأن بها مدرسة تعلم كيفية الغضب، نبرة صوتها المدروسة بين نغمة الظلم ونغمة الانتقام ونغمة الحق.
تمثل هلال بكل ما ملكت بملامح وجهها وحركتها الجسدية، كل مفصل فيها له لغة تخصها. فهي عندما تشرئب ترفع عنقها وترجع اكتافها إلى الخلف، تماماً كفرس يحمحم على خطر يداهمه. ونبرة صوتها تقدمها بجرعة بعيدة عن الفحش بل نبرة يمكن أن تكون نموذجاً لصوت الغضب.
تحمل هلال كريزما خاصة تبدأ بمشيتها، فهي كممثلة تدرس حتى انتقال كعبها على البلاط مما يجعل منها نجمة حتى لو خطت خطوة.
دورها في "حياتي الرائعة" دور امرأة ذكية أكثر منه دور امرأة عاشقة، وإن أحبها في العمل أكثر من رجل، وصيتها يصل المعمورة كملكة يهابها ويعشقها الجميع.
لكن الدسم الذي وضعته على طاولة الأداء كان الذكاء والعاطفة لأولادها وهي أعطت هذا الذكاء نوعاً أخر من الأداء العفوي المتميز بنص مبهر مطوعة وجهها ليكون مرسماً للدور.
فهي لا تبخل في أن تعطينا تعابير متشاحنة ومتزاحمة في لقطة واحدة، حتى أن المشاهد يفهم على محياها ولو كان الصوت مختفياً. فهذه المَلَكة قلما نجدها عند ممثلة إلا إذا كانت قديرة ومتمرسة.
ممثلة تشعل المشهد بنار الجاذبية
صحيح هي شابة جميلة وأنيقة جداً وشيبنام امرأة لا يضاهيها أحد جمالاً وأناقة، لكن مسرح الجاذبية لا يقع في هذه الخاصية التي تسعى الدراما التركية أن تكون مبهرة فيها وتخلق جواً من الإبهار.
الدور الذي خلف هذا الجمال وهو السطوة والتّكمش بعين الناظر لخلق مشهد مسرحي أكثر منه تلفزيوني بأداء ساطع.
الحوار العادي تحوله هلال إلى حوار ناري، قادرة أن تؤجج المشهد بما تملك من أدوات تعبير جسدية وصوتية، وتنحته نحتاً ليقول المشاهد إنه أمام ملحمة أداء وابداع.
هلال التنبيلك نجمة تخطت حدود وطنها ومدينتها أزمير، ليصل وميضها العالم موقعة بختّمها أجمل أداء بجرعة تتقنها وحدها.