TRENDING
مروان خوري وبلقيس في

" خدي الغمرات" يباس الحب يصبح دمعة تُفتِّح زهرة الإحساس. ويستحيل المدى أخضر.

يهمس لحن الفراق الموجوع وتستحيل الكلمة مشرطاً للروح.

مروان خوري وبلقيس تناوبا في تجسيد الحب. صوتهما يخرج كطوفان يغرق السمع بذوبان الرقة. ننتقل إلى ضفة أخرى من الإحساس حيث يريد العاشقان أن نغرق بلا رجوع.

هما يغنيان كواحد لا انفصام بينهما، يتوحدان عند حافة النغم ينصهران كماء الذهب فوق نيران الحب ونحن نذوب لشدوهما.

ننتقل معهما نحو سماء الشجن، يصبح اللحن عزاء تصير الكلمة نجاة.

مروان خوري وبلقيس في "خدي الغمرات" الصوت واللحن واحد عند قمة الفن العالية. أما الصورة فلها تتمة الواقعة الجميلة.

الحزن يأكل الحبيبة والدمعة عند طرف العين ساكنة والشرود يسافر بكل خيباتها. وهو الحبيب المتأنق، عيونه الحائرة لا تفارق وجنتها الهابطة في الحزن. مسكة يد والصوت الرقيق يقول: "خِدي الغمرات. خدي الضحكات. خدي البوسات. والآهات واللوعة".

مروان خوري يضيف مدماكاً جديداً لمسيرة ستكون ركيزة هذا العصر في الفن الأصيل. كيفما جاب زرع ونحن الحاضرون نقطف والقادمون سينعمون من هذا الإرث المعمر.

هو وبلقيس ثنائي الجمال الخالص يقدمان عملاً من فلذة السحر، هو يمدها بالكلمات واللحن والصوت المشهود له بالمشاعر، وهي تضيف فوقه جمال الخامة والأداء المليء بالمشاعر كممثلة محترفة في الخذلان.

لم نعرف بداية القصة العاشقة ولا نهايتها لكن استمتعنا بما حضر. عاشقان من نوع الأزل عجنا الحكاية، ووزعاها على المستمع كقربان في قداديس القلوب الملتاعة.

أُخذنا بالأغنية شردنا تدفأنا ترنحنا وسكنا في منازل توقنا. نردد ونعيد الكرة مرات عدة علّنا نشبع من صدى يردد صوت دواخلنا لنرتوي فلا الارتواء موجود ولا اللحن ينتهي.

مروان وبلقيس ثنائي الخصوصية. هذه التوأمة التي لا يمكن التفريق بينهما. يتداخل الصوت مع الموسيقى فلا نعرف من يغني لمن. هناك انصهار تام بينهما كأنهما الصوت الواحد لكن الكليب يضع هذه الفوارق الجميلة، فنعرف أن الحزن يسكن في مكان ما،ٍ وأن الحبيب لا يترك مجالاً للتغاضي، فيتتبع الخطوات من أجل المصالحة والاهتمام.

دموع بلقيس أضافت فوق صوتها صوتاً فأخذت بسمعنا وعيوننا. ومروان الرقة بكل عذوبتها يشحن قلوبنا بتلك الرجولة الحنونة المستعصية والمفقودة.

" خدي الغمرات" عمل يأتي نادراً في سوق الفن الحالي. وإن أتى وسع لنفسه الأمكنة التي نستعيدها ونعود لها في كل زمن.

مروان خوري والفن كالأم العنكبوت، تطعم جسد الحياة لأبنائها لتعيش، تقسم نفسها فيما بينهم وعندما يكبرون وتعصى أجسادهم ترحل مقابل بلوغهم. لكن مروان يتفوق بأن عطاءه يخلد في كل لحن فتعيش الأجيال معه دون نكران، ودون أن ينضب عنده هذا الشغف في العطاء. فيكون مصدر حياة وجمال ويكون من حوله حافظين لهذه النعمة.

بلقيس في "خدي الغمرات" أكدت أنها كشجرة "الكولهمة" الساحرة والمعمرة في اليمن ذات الكرامات المباركة. ومروان خوري صاغ كل هذا بلهجة لبنانية على مدى أقل من خمس دقائق اختصر هذا التجاذب بين ثقافتين يحدها الإبداع من كل جهة.



يقرأون الآن