ميليسا (نسرين جواد زادة) في مسلسل "حياتي الرائعة" التركي، تقف وقفة لا تحسد عليها أمام شيبنام (هلال التنبيلك).
على ميليسا أن تقارع ذكاء شيبنام وقوة حضورها وتكريس نفسها لعائلتها، والأهم عليها ان تنافسها بالجمال، منافسة صعبة.
شيبنام التي تخطف الأضواء من بصيصها حتى توهجها. ودخلت ميليسا دخلة بطولة وتحدٍ، تحاول أن تنتزع كل ما تمتلكه شيبنام، وهذا يحتاج شخصية زئبقية تستطيع أن تتدّور وتتكسر دون أن يتغير جوهرها.
وميليسا دخلت التحدي واستطاعت أن تكون حاضرة ليس بالتماثل مع ضرتها شيبنام، بل بخلق جو خاص بها وعرض شخصية لا يمكن النفور منها بل تفسح لنفسها مجالاً للحضور المحبب.
ليس من السهل وضع شخصية تنافسية أمام شيبنام، فهذه الأخيرة قد تؤكل أو تُرّجم لكن ميليسا التي أتت من كوكب أخر وطينة أخرى، أفسحت لنفسها المجال لحضور ملفت ولطيف.
خفيفة الظل ساذجة وجميلة ومعتدة بفصلها وأصلها، وبنفس الوقت ماكرة و"حربوقة" وعندها شخصية طفولية مضحكة.
لا يمر مشهد لها دون أن ترسم ابتسامة على وجه المشاهد أمام بساطتها وشخصيتها الخفيفة التي تولد الخفة والمرح. لا سيما عندما تعقد مكائدها مع ايسال (سومرو يافروجوك)، ثنائي خبيث لكنه في غاية الطرافة.
وكأن الهدف من تصوير هذه الخفة لبعض الأثرياء مقصود، لإظهار مدى خبثهم ومدى تفاهتهم وبأنهم مادة للسخرية والعبثية.
عندما تشتد الحرب بين شيبنام القادمة من بيئة مسحوقة، وبين ميليسا الثرية الراقية والنبيلة، تخرج هذه الأخيرة مدّمرة وكيس ثلج فوق جبينها لتشفى من أثار معركتها.
أبدعت نسرين في تقديم هذا الدور ولفت الأنظار اليها وتقبلها بكل رحابة وحب. إذ استطاعت أن تخلق مزاجاً جيداً بالرغم من صفاقتها، فهي قريبة للقلب ودورها مخفف للتشنج والحبكات الغامضة.
فإن كانت هلال التنبيلك قد أكلت الجو بحضورها الآسر ودورها في "حياتي الرائعة"، نسرين كانت ابتسامة العمل وروحه المرحة وتلك الشخصية التي تخفف وطأة الأحداث الثقيلة. فلا يمكن أن يمر هذا العمل بتعقيداته وقسوته بدون روح ميليسا الفاغرة الثغر على الدوام أمام قوة وصمود شيبنام.