TRENDING
ذاكرة وطن انطفأت.. وداعاً تلفزيون لبنان

تلفزيون لبنان أطفئت شاشته بعد معاناة كثيرة، وأسدلت الستارة على تاريخ همّش ثم أهمل ثم نهب ثم أقفل.
إقفال تلفزيون لبنان ليس اقفالاً لشاشة بل هو اقفال لتاريخ لبنان.
هو ليس مجرد محطّة رسميّة، وليس مجرد شاشة كانت لامعة فبهتت بفعل الإهمال، إنّه الشاشة الأولى في الشرق الأوسط.

الشاشة التي أضيئت لكل العالم العربي

من رحم هذا التلفزيون ولد إعلاميون من طراز عادل مالك، كميل منسى، إيلي صليبا، جان خوري، بول حتي، شارلوت وازن الخوري، عرفات حجازي، جاك واكيم، نهى الخطيب سعادة، هيفاء جارودي البابا، ماري بدين ابو سمح، ، سعاد قاروط العشي، رياض شرارة، جان كلود بولس، غاستون شيخاني، لبيب بطرس، نجيب حنكش، وفاء العود، جان دارك ابو زيد فياض، سونيا بيروتي، غابي لطيف، عفاف سنو جلول (ماما عفاف) وغيرهم من كبار الإعلاميين...

تلفزيون لبنان - Télé-Liban: المحطة الرسمية التابعة للحكومة اللبنانية. أسست بالشراكة مع شركة طومسون الفرنسية المنتجة للتلفزيونات. وبمساعدة دوري شمعون استحصلت على رخصة للبث عام 1957 أيام حكم الرئيس كميل شمعون. وأنشىء المبنى في بيروت في منطقة تلة الخياط.

البدايات

في تشرين الأول\أوكتوبر عام 1954 تقدّم رجلا اعمال لبنانيان هما وسام عز الدين وأليكس مفرج، بطلب لإنشاء شركة بث تلفزيوني. وفي شهر آب\أغسطس 1956 تمّ توقيع اتفاق مع الحكومة اللبنانية من 21 مادة، اعطيت بموجبه “شركة التلفزيون اللبنانية” ترخيصاً للأرسال التلفزيوني لمدة 15 عاماً.

وفي 28 ايار\مايو 1959 انطلق البث التلفزيوني من لبنان عبر محطة “شركة التلفزيون اللبنانية”، وتعارف عليها المشاهدون باسم “القنال 7”.

في تلك الفترة لم تتعد فترة البث الست ساعات، من السادسة مساء حتى منتصف الليل.

محطة ثانية

وقد أسهم نجاح هذه المحطة في تشجيع مجموعة من رجال الأعمال اللبنانيين على انشاء محطة تلفزيونية ثانية، حصلت على ترخيص في تموز\يوليو 1961 باسم "تلفزيون لبنان والمشرق"، وبدأت الإرسال في ايار\مايو 1962 من مقرها في الحازمية شرق العاصمة وعرفت باسم “القنالين 5 و 11”.

ساعد قيام محطة ثانية في خلق منافسة حادة بين المحطتين لتقديم برامج شغلت اللبنانيين، وكانت تقدم مباشرة على الهواء، ومنها “بيروت في الليل” و “ابو سليم” و“ابو ملحم” و “الزجل”، فضلاً عن المسلسلات الأجنبية والأفلام المصرية والأميركية ونشرتي أخبار، واحدة على كل محطة.

قصف إعلامي

اندلعت الحرب في لبنان في نيسان 1975، وفرضت خطوط التماس في بيروت انقساماً حاداً بين اللبنانيين بين شرقية وغربية، وكان من الطبيعي ان تتأثر الشركتان بالأوضاع السائدة، فاستولى فريقا النزاع على المحطتين في الحازمية وتلة الخياط، وباتت نشرتا الأخبار بين المحطتين قصفاً اعلامياً متبادلاً خلال حرب السنتين (1975 – 1976). انطلاقا من هذا الأمر وفي محاولة لإنقاذ الشركتين تدخلت الحكومة في العام 1977 وبعد توقف الحرب، وانشأت شركة مختلطة باسم "تلفزيون لبنان".

في عام 1996 اشترت الدولة حصة القطاع الخاص التي كان قد اشتراها الرئيس رفيق حريري وبات التلفزيون بالكامل ملك الدولة اللبنانية.

عاش هذا التلفزيون معاناة طويلة بحيث خفت مداخيله واعلاناته وبقي يقاوم حتى النفس الأخير، وفي عام 2001 صرف من تلفزيون لبنان أكثر من 550 موظفاً على أن تعاد هيكليته وتنظيمه، وبقي الشح يعم أروقته ويحاول النهوض لكنه بقي يلفظ أنفاسه حتى أتت الازمة الاقتصادية الأخيرة وانتزعت منه اخر نفس.


إنجازات ومحطات مضيئة

- هو الذي أسس لرعيل إعلامي كان له بصمة في الاعلام اللبناني المرئي سواء في لبنان او العالم العربي

- هو الذي نشر في لبنان والوطن العربي أسماء فنانين شكلوا النهضة العربية في الفن.

- كان الرائد الأول في بث برامج الهواة تحت عنوان “الفن هوايتي”. كان المشرف عليه المرحوم رشاد البيبي. وهو مؤسس الحركة المسرحية اللبنانية.

- مبتكر برامج الـ “توك شو”، التي تغطي الآن معظم الشاشات العربية بدأت من على شاشة تلفزيون لبنان، على سبيل المثال برنامج “سهرة مع الماضي”، الذي كانت تقدمه الإعلامية المصرية ليلى رستم.

- تلفزيون لبنان يحوي أرشيفاً لا تملكه أية دولة أو محطة تلفزيونية في الوطن العربي. على أمل أن لا يكون هذا الأرشيف أتلف أو أهمل. بعد أن كان هناك توجه بحفظه بطريقة عصرية في البنك المركزي باعتباره ثروة وطنية.

أعمال رائدة

ضوء أخر في حياة لبنان يطفأ ومعه تطفأ الذاكرة الذهبية للأبيض والأسود المحفورة في ذاكرة اللبنانيين الفنية والثقافية والأدبية، فمن يسعه أن ينسى أعمالاً مميزة ورائدة من مستوى: "التائة"، "سر الغريب"، "مياسة"، "آثار على الرمال، "ربيع"، "حتى نلتقي"، "تمارا"، "رصيف الباريزيانا"، "أبو بليق"، "بربر آغا"، "المشوار الطويل" الذي جمع الفنان المصري الكبير الراحل محمود المليجي مع الفنان المسرحي المميز "شوشو". من سينسى فرقة "أبو سليم" وذاك الشيخ الجليل "أبو ملحم "من سينسى "ألو حياتي ".



يقرأون الآن