TRENDING

"أنا مش صوتك" لإليسا شارة مسلسل "ع أمل" الرمضاني. أغنية التحدّي تأتي بصوت الرقة والوجع.

صوت إليسا يطغى على الموسيقى، فيصبح الأنين أعلى وأوضح. المرأة في الأغنية تسلخ ألف مرة يتقاذفها الرجال كدمية. يرطمون بها الأرض. وإليسا ترفع حنجرتها الرقيقة تدافع وتقاوم:

"يا ظالم صعب تاسرني.

لو كان قلبي ظالم متلك.

ولا فيك تجرب تكسرني

لو ما انا برضى وبسكتلك

انا مش صوتك تا تسكتني

ولا نسر بجانح مكسور"


وكلما قالت اليسا كلمة "مكسور" تسمع طقطقة الروح وألف منشار يدور.

هذه الأغنية الحزينة الآتية من قلب الظلم. كلمات تدافع لكن الصوت غائر والكسر واضح في حنجرة الفنانة وملحمة الظلم تتشكل أكثر.

أتت الأغنية الرافضة لترسم الجرح أكثر، فبدا صوت إليسا كمن يطلق حشرجة الموت في عز الرفض وعدم الاستسلام. الوهن جاء أعلى من تلك المقاومة المنزوعة الفتيل حيث لا قوة ولا حيل.

اليسا برقتها قادرة أن تصوّر الوجع بشكل أوضح وترسم اشكاله العديدة. هذا الصوت الحزين أخذنا نحو بئر القهر أكثر حيث العظام رميم ولو كانت الكلمات تقول عكس ذلك.

هذه الشارة حزينة بكل ما فيها من خوف العيون وتلبد الإنسانية وهتك المرأة.

وجاء صوت اليسا ليختم هذا الذعر بدمعة. صوتها محاكاة للذات وليس للآخرين. هذه الأغنية مواساة النفس بالنفس. وليست صوتاً مرفوعاً قادراً على مجابهة الظلم.


مواجهة الظلم تحتاج سوطاً وصوت إليسا ناياً. مواجهة الظلم تحتاج حنجرة من فولاذ وحنجرة اليسا من ماء. مواجهة الظلم تحتاج قرقعة وصليل سيوف وهبوط متفجر وإليسا عذبة طرية تحكي الألم بأرق مشاعر. فيصبح الغناء تأوهات فينزف الجرح أكثر.

هذه الشارة موجعة بكل ما فيها. عيون الممثلين الذين في محياهم كل صور الفاجعة. ماغي بوغصن تجسد صور كل النساء المنتهكة والرجال السود جلادي زمن القهر وهتك العرض. واليسا بينهم ومعهم تكمل المشهد المفزع بصوت يأتي من أنين تقاوم على موت تنشد الانتصار وسط الهزيمة. وتعمر قصورها من الرماد.

هذه الأغنية الشارة تصلح كثيراً لزمننا. فهناك المخنوقين بالظلم والملفوفين بالغبن لا يملكون سوى صوتهم ليقولوا. لكن لا القول يغير واقعاً، ولا الغناء أكثر من تعزية في مأتم الوجع.

"انا مش صوتك" لإليسا من الحان محمد يحيى وكلمات مازن ضاهر.


يقرأون الآن