ماغي بوغصن "يسار" في مسلسل "ع أمل " مذيعة تمتهن كشف معاناة النساء وتختصر وجعهن في داخلها.
هي التي عانت من الظلم ما يصل حد الموت. فنفضت نفسها وخرجت كصوت هادر في البرية تكشف للناس الأوجاع والمظالم التي تعانيها المرأة وتحثها على الانتفاض.
يسار المسكونة بماضٍ من خوف ومرارة، المطلة على الشاشة بقوة وجرأة وحزم، تصيغ خطابها المناصر للمرأة المهانة.
شخصية مجروحة ثكلى بكل أنواع الظلم والوجع تحملها ماغي بوغصن بكل أعماقها وتفرشها أمام المشاهدين، امرأة بصوت صارخ وفي داخلها كل أنواع الأنين.
شخصية متناقضة بين الصورة اللماعة التي تظهر بها، وصورة الجبن والخوف الذي تكتنزه في داخلها.
استطاعت بوغصن أن تعبر بحضورها لهذه الشخصية القوية والضعيفة بكل أمانة.
وأجادت في تجسيد من يمشي بين ألغام الحياة بخطى واثقة، متلطية خلف وجهٍ ممسوحٍ بالماكياج لتخبئ جروح الفزع من عائلة يخلو رجالها من شعور الرحمة والشفقة.
نص نادين جابر المحبوك والمثير وإن كانت القصة قد مرت وتمر دوماً، لكن تجديد محتواها معبر، فمثل هذه القصص تتواجد يومياً في الحياة ونسمع من فصولها الكثير. ونادين أرادت أن تناصر المرأة بفرش معاناتها وماغي أخذت النص وجسدته كما يجب بكل شرايينه.
ماغي التي حفظنا أداءها الناجح في الكوميديا، تزيد عليه بصمة متفرّدة في الدراما. شخصية تعرف كيف تخلق صوتاً جديداً وكيف تطوي خوفاً وكيف توزع حناناً وكيف تلمع ذكاءً.
ماغي الآتية من ثلاثة أجزاء من "للموت" أنستنا "سحر" ودخلت في مهمة جديدة بطلة محاربة متقدة ومرتجفة وملتاعة.
واستطاعت أن تعبر في لحظة بين كل هذا. فهي المتحطمة الثائرة. الأم المنكسرة والصامدة كحورة عتيقة. لم تخفق مرة في تجسيد دمعة أو تسقط تحت حمل هذه الشخصية المعقدة. فوزعتها بكل وجوهها واحاسيسها كبطلة لا تخفي جاذبيتها.
لا نبالغ حين نقول قد تكون ماغي بوغصن في الدراما أجمل من الكوميديا، التي نجحت في الحفر فيها بمكانة رائعة. فهي قادرة أن توشم حيث تمشي شخصياتها.
ونادين جابر يبقى نصها ندياً وقريباً ومرصوصاً يلقي بشباكه فوق عين المشاهد وروحه. وهذه الثنائية التي عمرها سنوات لم تخفق مع ماغي بوغصن. بل تورق في كل موسم رمضاني بتفوّق.