"صيد العقارب" دراما اجتماعية من بطولة النجمة غادة عبد الرازق بشخصية الدكتورة عايدة ومحمد علاء "ياسين" الذي يلعب دور الزوج.
بدأ العمل بأهواء ناعمة وأجواء ودّ وحب. لدرجة الاستغراب من كمية الإيجابية المتدفّقة في دراما يعمها الألفة والتفاني وترسيخ لمعاني الصداقة. أجواء تنقل المشاهد إلى واحة من طمأنينة وأحلام من سكينة وسلام.
الحب شلال ينهمر بين عايدة وزوجها فيبدوان كعاشقين من عطر سرمدي. عائلة الغول وعائلة ضرغام في تصالح ودعة وتألف لا يمكن أن يهزه زلزال. فهناك تزاوج بين العائلتين، صارا كأنهما عائلة واحدة تحتفي بالفرح وتتعاون في الأسى ويتشاركان المال والأعمال والقربى.
أجواء فواحة بالود والبهجة تنقل المشاهد إلى حالة الأنس واللطف المستعصي. إلى أن قام فرد من عائلة الغول بقتل "علي" الشخصية الأهم في عائلة ضرغام وبدأت الصورة تنقلب رأساً على عقب.
احتدت الصراعات تحول الحب إلى كره. والألفة إلى ثأر. الزيجات بين العائلتين قوضت بالطلاق.
احداث متسارعة نفوس تنقلب. علاقات تتشتّت ومكائد تحبك. وعايدة الدكتورة المتفتحة بالعلم والناقمة على التقاليد والمثابرة في النجاح الفردي المغرمة بزوجها حد التفاني، بدأت تنقلب وتتغير عندما مسها الموت في أخيها وفي محاولة قتل والدها التي طالما كانت على خلاف معه، باتت سنده ودرعه وأخذت المهمة بالثأر والانتقام.
عايدة "غادة عبد الرازق" الخبيرة في صيد العقارب واستخراج سمها، أيقنت أن سم البشر أعتى وعقاربهم مميتة أكثر. تغيرت وراحت في طريق جديد يبدل مسار شخصيتها.
غادة عبد الرازق التي تلعب هذه الشخصية بأريحية عالية، فهي السيدة المدللة العاشقة والانيقة جداً التي تقف صداً في وجه عقلية والدها الصعيدي. بدأنا نلمح تغيرها، فبقلب جامد طلبت الطلاق من زوجها وحبيبها وداست على مشاعرها ووضعت نصب عينيها كرامتها وفداء عائلتها والزود عنها.
فبعد أن كانت غادة عبد الرازق بشخصية السيدة الرقيقة الرومانسية، تحولت إلى امرأة لبوة تكشر عن انيابها لدخول معركة ستفترس كل من ضّر بعائلتها دون رحمة.
دراما مصاغة بشكل جميل واحداث سلسلة وواقعية وعصرية جداً. كل ما يمر أمام المشاهد منطقي ومقبول ومشوق.
لم يغفل الكاتب عن سرد التفاصيل التي تجر الشخصيات نحو هذا التبدل. عابراً بين العلاقات والشخصيات وكل ما فيها من خيانة وتفانٍ وتحريض ونبل ونذالة.
الشخصية التي يمكن العبور عنها دون الإجادة بأدائها قدمها محمد علي رزق الذي يأخذ دور شخصية شبه معوّق لكن قلبه نوراني. يؤديها بفيض واحساس لا يوصف. دور يقف أمامه المشاهد مندهشاً، متصالحاً مع نفسه مغسولاً من همومه. دور من طينة التماهي بالفضيلة والسماحة. شخصية تضع كل العمل في قبان الجمال. دور درامي يجب أن تعمم روحه في كل عمل رمضاني لما فيه من روحانية وصدق ودماثة.