TRENDING
ماريلين نعمان في مسلسل

ماريلين نعمان بدور فرح في مسلسل "ع أمل"، وجه جديد مغموس بالجاذبية، وأصيل في الموهبة. فنانة بصوت جميل وممثلة بطاقة مبهرة.

تطل فرح علينا في العمل وهي ابنة يسار (ماغي بوغصن)، وفي طلتها تحمل العفوية والصياغة الأنيقة للشخصية. جرعتها مدروسة بخلطة كيميائي لا زيادة ولا نقصان.

الابنة التي تعيش أسرار أمها دون معرفتها. تتخبّط في تاريخ أم لا تعرف عنها سوى حاضرها. تظهر كفتاة نجيبة تخاف على أمها وتنصحها وتقف لجانبها. شخصية متفتحة على كل شيء موزونة ومحبة ومرنة.

تقدم كل ذلك بشخصية قوامها اللطف والتهذيب والذكاء. معها نشتهي البنوة والإنجاب. بريق هذا الدور يضيء العمل بأكمله.

هذا المسلسل المحاط بالقسوة وانتهاك الرجل للمرأة في الكثير من المفاصل، وخنوع المرأة وخوفها في أماكن أخرى. تطل فرح كبارقة بيضاء نظيفة التفكير حرة وواسعة الإدراك.


فرح الصبية التي تعيش المسار المتوازن بين كل الشخصيات المهزوزة التي حولها. بدءاً من أمها صاحبة الأسرار الكثيرة والغامضة، وصديقتها الأقرب التي تعيش حياة الانتهاك في بيئتها الضيقة وسيادة الرجل واستبداده. يضاف إلى كل ذلك أنها لا تعرف حقيقة والدها ومن يكون. وهي تتجرع كل هذه المصائب وتحضنها وتتفهمها وتتعاطف معها.

فرح هذه عندما تحضر ويحضر معها الفأل والطمأنينة وقدرتها على الإحاطة بكل المتعبين والمتألمين. وماريلين نظفت تلك الشخصية من كل الشوائب ولمعتها ونظفتها، وقدمتها ابنة سند رقيقة وطيبة وواثقة من نفسها وتختزن قوة. أعطت الشخصية ملامح السماحة واندفاع الشباب الطيب. شخصية يمكن الاتّكاء عليها وسط هذه الانهيارات العائلية والماضي الأليم.

لا يمكن للمشاهد إلا أن يقع في حب فرح ويتمنى مثل هذه الشخصية في حياته. فالكاتبة ناين جابر عندما خاطتها ارادت منها أن تكون المتكىء والجندي القادر على مجابهة طواحين الخوف. فرح هذه هي كنز لهمة الشباب الواعي والصلابة التي يعول عليها في العائلة والمجتمع. والفنانة التي تعبر بفنها عن مخزونها الروحي ومتاعبها فتشفى بالفن وتصبح رسالتها معبرة. وهي الذخيرة الحقيقية عندما تفرغ الجعب في المعارك الصعبة.

يقرأون الآن