TRENDING
مسلسل

" ع امل" المسلسل الرمضاني الذي يشغل عقول الناس وقلوبهم. وما زال الرّجل يأخذ دور العنف المتصاعد. فهو القاتل والمتآمر وهو المنتقم يتلطى بالعادات والتقاليد والأصول ليصون شرفه. وعلى حد قول يسار "ماغي بوغصن" وهو رجل قليل شرف.


الحلقة 25 لم تكن عادية ولا تشبه كل ما سبق. حيث فاضت اللجة بالعنف. وبات الدمع طوفان ولا من يسأل. والقتل هوان ولا من يحاسب. الأخت "رهف" تقتل والأم "رجاء" تموت حسرة وصدمة وقبلها قتلت سهاد ولم تمت.

والمرأة في " ع امل" تـترنح تحت ضرب الكفوف والقتل بالرصاص عمداً. امرأة مداسة بسوط العقلية المتحجرة التي تقتلها دون جنازات. وتعامل كعبدة في سراديب العيب.


ممنوع على المرأة على اختيار زوجها. ممنوع عليها تحديد مسار حياتها. ممنوع عليها العلم ودخول المدرسة. محرومة من أدنى قراراتها. امرأة محكومة بالصرامية على حد قول "سيف" الذي يؤدي دوره عمار شلق بدور جبار، ظالم، ومتخلف ينفخ صدره على فراغ عقلي.

هذا الرجل المهيمن الكاسر كديب مفترس لا يجد حوله من يقول له لا بصوت مرتفع. قادر أن يولد الخوف ويدّب الرجفة في فرائص الجميع، وكأنه أله الموت "اوزيريس" يقتل من يشاء ولا يوجد قرار خارج مشيئته.


سيف هذا الراعد الهادر تحت مسمى رجل. لم يقدر عليه أحد ولا حتى شقيقه الكبير ولا أمه ولا كبير يعلو فوق رأيه.

هذا الرجل يوجد منه في عائلات كثيرة وبيئات مختلفة ولو بجرعة أقل. لكن السؤال لماذا سيف لم يجد أمامه من يقاومه أو يستبسل في مقارعته.

النساء حتى اللحظة في مسلسل "ع أمل " خانعات رابضات ضعيفات مستسلمات. حتى يسار حاملة لواء المرأة تبدو الأضعف والأقل حيلة. ربما ضحى "كارول عبود" هي المرأة الأكثر ذكاء وحنكة وقدرة على شدّ عصبها مقابل الرجل الغاصب لكل حقوق المرأة. كارول التي قدمت دور العمر في هذا العمل والتي أبدعت أكثر من الأبداع.

لماذا الحجة رجاء الأم مستسلمة لهذا الحد وترضى أن تُقتل أول ابنة والثانية. لماذا لم تكن مواجهتها قوية. ارتضت الموت على المجابهة. كان الأجدى أن تموت وهي تقاوم وتجاكر على أن تختار الموت ضعفاً وقلة حيلة.

النساء في مسلسل "ع أمل" لا تشبه النساء. فالمرأة أقوى من ذلك، خاصة ونحن نحكي في عصرنا وليس في عصر الانحطاط وزمن وأد النساء. المرأة قادرة أن تجابه ومن طبيعتها المقاومة والاستبسال. المرأة معروف عنها لا تنحر سوى في صدرها لأن شجاعتها تسبقها.


هذا السيف الجبار لم يجد امرأة واحدة تقارعه أو حتى تقتله وتنتقم لكل هؤلاء النسوة وتاء التأنيث.

نأمل أن تنتفض المرأة في مسلسل "ع أمل" في حلقاته الأخيرة وتخذ مكانتها التي تستحق لأن من طبيعة المرأة أن تكون شجاعة فهي التي تلد هذا الرجل وتربيه وتستطيع أن تقوّم مساره عندما تشاء.

فحان الوقت أن تخرج يسار من منطقة الكلام وتفعل. وبات جديراً بضحى صاحبة العقل الراجح أن تناهض بجرأة من يقف في وجه الحق. أما الرجال في مسلسل "ع أمل" لا يعول عليهم كثيراً.

فهذه الحرب هي للمرأة وهي التي يجب أن تأخذ بحقها. فطالما الموت رديف لها، لتمت وهي رافضة لهذا الظلم وتقارع المتخلف بكل ما ملكت يداها.

بانتظار انتفاضة نون النسوة. لا بد أن نشيد بكل ما يمر أمامنا من أداء وإخراج وكتابة. حيث نشهد أمامنا ملحمة تمثيلية لا مثيل لها بكل ما فيها من دموع وظلم. والكل قدم إبداعاً نحته في قلوب المشاهدين جميعاً.


يقرأون الآن