حقق مسلسل الحشاشين نسب مشاهدات عالية جدًا في العالم العربي كله، وهو إضافة لقصة المسلسل جمع كل المواصفات العالمية، من التنفيذ والموضوع والإخراج، ويستحق فقعلا أن تتم ترجمته وعرضه على محطات أجنبية.
الناقد شريف الجيار، قال إن مسلسل الحشاشين، الذي يعرض ضمن الدراما الرمضانية لهذا العام 2024، يعد أحد أهم الأعمال الدرامية التاريخية الإشكالية المغامرة، التي أعادت للدراما التاريخية المعاصرة قوتها، مرة أخرى، بعد مرحلة من الخفوت ليست بالقليلة، لهذا النوع من الدراما.
وأوضح الناقد، يهدف المسلسل إلى رصد خطورة التطرف الديني، وأثره على الراهن والمستقبل، لذا طرح الكاتب الكبير عبد الرحيم كمال، والمخرج المتميز بيتر ميمي، هذه المغامرة الفنية، التي تناولت واحدة من أخطر الطوائف الدينية، الإسماعيلية النزارية، "فرقة الحشاشين"، ومؤسسها حسن الصباح، التي برزت في القرنين الحادي عشر، والثاني عشر الميلادي، في بلاد فارس، والتي عُرفت بـ"أشهر فرقة اغتيالات في التاريخ القديم"، وكان يعتمد عليها في تنفيذ عمليات اغتيال لنشر أفكار الجماعة، والتخلص من المعارضين كلهم، واتخذ من قلعة "الموت" في إيران مكانًا له ولأتباعه.
وأشار الجيار، أحدث هذا المسلسل، حالة من الشد والجذب، في علاقة الدراما بالتاريخ، وقدرة الدراما على تمثل المراحل التاريخية، ونقلها للمتلقي، في صيغتها الفنية المتخيلة، التي تبعد بالأحداث أحيانًا عن الحقيقة التاريخية، ورغم وجود بعض الأخطاء التاريخية، في أحداث المسلسل غير أنه أحدث تأثيرًا على الجمهور المصري والعربي، دفع بالمشاهد إلى البحث، في تاريخ هذه الجماعة، وحقيقة حسن الصباح وجماعته.
وتابع شريف الجيار لليوم السابع، أنه بالنسبة للمسلسل فنيًّا، فقد توفرت له كل عوامل النجاح، من حيث الميزانية الضخمة، والإخراج المتميز، وجودة التصوير، والمؤثرات السمعية والبصرية، فنحن أمام صورة عالمية، فضلًا عن الأداء التمثيلي الاحترافي، الذي قام به فريق العمل؛ لا سيما كريم عبد العزيز، وأحمد عيد الذي عاد إلى الشاشة الصغيرة بقوة، إلى جانب ميرنا نور الدين، وفتحي عبد الوهاب، وسامي الشيخ، وسوزان نجم الدين، وغيرهم، فالجميع تنافس في الأداء التمثيلي، حتى يخرج العمل بهذا الإتقان الفني، الذي أبهر المتلقي.