TRENDING
ديو أصالة وماجد المهندس.. ليس أكثر من غيمة صيفٍ عابرة

أصالة وماجد المهندس

في لهيب هذا الصيف أوقد ماجد المهندس وأصالة نارهما وأشعلاها حباً أبدياً في ديو صوّر على طريقة الفيديو كليب. النار هنا تأكل كل شيء ومنها يخرج الحب والصوت المجروح، وآهات العشق والدروب المزروعة باللهب.

الحبيبة تنفخ ريشة من أطراف ثوبها، وتصل كبادرة لقاء إلى الحبيب الملتاع، فيتحوّل الأسود إلى أبيض وتنطفىء نار الشوق أو الخراب، وتصبح نقية على غيوم بيضاء تتطاير. فيعم الأمل وترتدي الحياة ثوب التفاؤل ويصبح المغنى عتبة تواصل.

هما مشهدان لا ثالث لهما، بقعة نارية يقف فيها المهندس وأصالة يشدوان "هو هذا حب حياتي اللي اتمناه / يا طعم الغرام وعطره ومعناه / أدفع عمري كله حتى أعيش واياه". وبقعة منورة وزاهية يرتدي فيها كل من المهندس وأصالة الأثواب البيضاء، كتعبير عن التفاؤل أو ولادة فينيق الحب من رماد الحريق والجمر نحو عالم خلاب وجميل.

الفكرة بسيطة جداً لا تعقيد فيها والأداء أتى كاجتماع مغنيين على حلبة مسرح يتبادلان الأدوار في ديو "الحب الأبدي".

ليس ثمّة قصّة تقحم النفس بالكثير من المشاعر والسفر في خيالات الحب المكوية بالشوق واللوعة، فقط النار هي التي أخذت على عاتقها أن تصوّر هذه الحرارة، ومن بعدها يأتي اللقاء مفعماً بالصفاء.

لا يوجد تداخل تمثيلي بين المهندس وأصالة سوى اليد التي تلامس الأخرى وبينهما زجاج فاصل.

هو "حب أبدي" لكنه ليس ملحمة عشق. هو كلام حب يقال دوماً" انت الحب الأبدي وروح الروح/ بنظرة وحدة لي تردي الروح / إيدي بإيدك وين ما تروح." هذا حب يقال في كل سانحة، لا يوجد ذاك الدفق وتلك الصور الفذة. هي أغنية خفيفة ظريفة توحد تحت عباءتها صوتان مهمان في عالم الغناء.

هذا الديو لا يبدو أكثر من وردة أراد ماجد المهندس أن يدسها في مزهرية مدير أعماله وكاتب هذه الكلمات فائق حسن كعربون شكر. فحسن له الفضل الكبير في وجود المهندس كفنان معروف، ويشكل الصخرة التي سندته والذّراع التي أخذت بيده.

وأصالة تبقى الزوجة وحبيبة الشاعر قدمت بصوتها دفقات عشق زوجها، وكان اللقاء مع المهندس وهمزة الوصل هو الشاعر وموضوعه الشاعر وكلماته.

هذا العمل هو تعبير كامل لفائق حسن ويخصه وحده وهو البطل فيه. فأصالة صاحبة الصوت المميز وصاحبة أرشيف يضم حوالي 500 أغنية لن يضيف "الحب الأبدي" لها سوى ذكرى لطيفة، والمهندس بصوته الماسي الحنون لم ينحت الهواء ولم يشدُ فوق الغمام في هذا التعاون، بل أتى كغيمة صيف تمر لطيفة لا تبّرد ولا تطفىء حراً.

" الحب الأبدي" كلمات بسيطة مرددة موجودة في كل كلام حب وعلى كل شفة ولسان. الجديد هنا تعاون هامتين في الفن معاً، على انجاز أغنية تبقى كذكرى ولفتة في درب الشراكة.

أما اللحن لمحمود الخيامي فأتى شجياً ناعماً يسطر نغم الهدوء والوصال. فيه شدو وفيه عمق، وله المقام الأول في رفع هذه الاغنية إلى مرتبة السمع الطيب.

يقرأون الآن