TRENDING
الموسم الأخير من Manifest.. حين تعطيك الحياة فرصةً أخرى

عندما امتدّ مسلسل Manifest على أجزاء، ولم تُحلّ معضلة الطائرة التي اكتشف ركّابها فور هبوطهم إلى الأرض أنّ رحلتهم استغرقت خمس سنوات، وأنّ أهاليهم اعتقدوا أنّهم ماتوا، وأنّهم باتوا يتمتّعون بقدرات خارقة، تمكّنهم من قراءة المستقبل وتغييره، اعتقدنا لوهلة أنّ الحبكة خانت صنّاعها، وأنّهم يدورون حول أنفسهم وكلما اعتقدوا أنّهم حلّوا العقدة، تعقّدت أكثر وبات فكّها أشبه بأحجية، إلا أنّ الحلقة الأخيرة من الموسم الأخير الذي عرضته "نتفليكس"، أثبتت أنّ هذا المسلسل الذي انطلق ببداية قوية، لم يكن يرضى بأقلّ من نهاية مدهشة، تترك المجال لخيال المشاهد الذي وقع في دوامة "ماذا لو" منذ أن بدأ عرض المسلسل في أواخر العام 2018 عبر شبكة NBC التي أنتجت ثلاثة مواسم منه، قبل أن تشتري "نتفليكس" حقوق عرضه، وتنتج موسمين منه عُرض آخرها على دفعتين.

تبدأ أحداث المسلسل حين يهبط ركّاب الطائرة 828 في أرض المطار، ويكتشفون أنّ 5 سنوات مرّت على رحلتهم، تغيّرت فيها أقدارهم، بعض فوجىء بموت والدته، والبعض وجد زوجته في حضن رجلٍ آخر، والبعض ترك خلفه أطفالاً فعاد ليجد نفسه مضطراً للتعامل مع مراهقين لا يعرف عن نشأتهم شيئاً.

ماذا جرى لركّاب الطائرة؟ هل ماتوا ومنحهم القدر فرصة أخرى للتعويض؟ هي المعضلة التي دار حولها المسلسل، لكنّ الأهم من حقيقة ما حصل فوق السّحاب، الأسئلة التي يحثّك العمل على طرحها.

ماذا لو غاب أحدنا خمس سنوات مرّت ثوانٍ، ثم عاد وكان عليه أن يتعامل مع تغيّرات تفوق قدرته على التحمّل والتأقلم؟

هل نعطي الآخر الذي ظنّ أنّنا رحلنا أعذاراً إذا عدنا ووجدناه يكمل حياته كأنّنا لم نكن؟ وهل نبكي فقيداً مرّ على رحيله سنوات ولم ندرك رحيله سوى اليوم؟ وكيف نتعايش مع مجتمع يتغيّر بسرعة البرق ونحن عالقون في الماضي؟

وماذا عن امتلاك قدرات خارقة تجعلنا نقرأ المستقبل ونغيّره؟ هل هي نعمة أم نقمة عندما نقرأ كارثة قبل وقوعها ويقع على عاتقنا منعها.. قد ننجح وقد نفشل ونعيش تأنيب ضميرٍ وجلداً للذات؟

أسئلة وجودية يطرحها المسلسل، إلا أنّ النهاية تجعلك تقرأ كل ما حصل بصورة معاكسة، وتحثك على طرح السؤال "ماذا لو منحتنا الحياة فرصة أخرى؟ وماذا لو بعد القفز إلى المستقبل عدنا إلى الماضي وكان بإمكاننا تغيير أقدرانا؟".

المسلسل الذي ترنّح إيقاعه عند الموسم الرابع، ودار في حلقات مفرغة في حلقاتٍ طويلة، قدّم واحدة من أعظم النهايات.. يستحق المشاهدة.

يقرأون الآن