ما لا تعرفه عن جيمس كاميرون.. مغامر يقاوم الزمن

"إذا انتظرتَ الوقت المناسب لإنجاب طفلٍ، ستموت من دون أن تُنجب".

عبارةٌ إشتهر بها المخرج السينمائي جيمس كاميرون الذي يبلغ اليوم 16 آب\أغسطس عامه الـ69، معتقداً أنّ "صناعة السّينما تشبه كثيرًا هذا الأمر، وكل ما عليك أن تملك زمام المبادرة وتبدأ الأمر، حتى لو كان ذلك الأمر سيئًا".

بهذه الإيجابيّة رسم حياته وناضل وتعب ليصل إلى ما هو عليه اليوم. لكنّه لن يسلم من الموجة السلبية التي طالتهُ مؤخرًا بعد تعرّضه لهجوم كبير، إثر إنتشار أخبار تقول إنّه يخطّط لفيلم ملحمي آخر عن كارثة غرق وإنفجار الغواصة الشهيرة تيتان، أشبه بفيلم "Titanic"، بعد أسابيع من الكارثة، واتّهمه البعض بأنّه يستغلّ ضحايا الغواصة، ليبني على مأساتهم فيلمًا جديدًا.

فيلم تيتانيك الشهير

فمن هو جيمس كاميرون ولماذا اليوم بات إسمه يحتلّ العناوين الأساسية في المجلات والمواقع مؤخراً؟

ملك هذا العالم.. مُغامر يقاوم الزمن

قبل عشرين عامًا وفي ليلةٍ إستثنائيةٍ، صعد مخرج إسمه جيمس كاميرون ليتسلم جائزة "الأوسكار" كأفضل مخرج عن فيلم "تيتانيك" (Titanic) وصرخ بعدها: "أنا ملك هذا العالم". ومنذ ذلك الحين، أصبح إسم جيمس كاميرون معروفًا جدًا.

أبطال فيلم تيتانيك

بداياته

عندما بلغ 17 عامًا، إلتحق كاميرون بجامعة فوليرتون لدراسة الفيزياء، تحوّل بعدها للغة الإنكليزية ثم ترك الجامعة، للحاق بأحلامه.

عمل كسائق شاحنة، وكتب في أوقات فراغه، وإهتم بصناعة الأفلام والتكنولوجيا الخاصة بها، وبعد رؤيته لفيلم كيوبريك "2001: ملحمة الفضاء" (2001: A Space Odyssey) بُهر كاميرون وأدرك أن الفيلم قد يكون أكثر من حكاية، من الممكن أن يكون قطعة فنية تملك تأثيرًا كبيرًا على الخيال. وبعد رؤيته لفيلم "حرب النجوم" (Star Wars) عام 1977 ترك عمله كسائق شاحنة والتحق بصناعة السينما، قرأ كتاب سيد فيلد عن السيناريو، وكتب سيناريو لفيلم خيال علمي اسمه "Xenogenesis" مدته 10 دقائق برفقة صديقيه ويليام ويشر وراندال فريكس.

المخرج جيمس كاميرون

حياته الشخصية.. خفايا لا نعرفها

ولد كاميرون بتاريخ 16 آب/أغسطس عام 1954 في كندا.

تزوّج 5 مرّات وزوجاته هنّ شارون ويليامز، غيل آن هيرد، كاترين بيغيلو، ليندا هاملتون، سوزي أميس وله من زيجاته 4 أولاد.

ديانته الأساسية المسيحية، لكنّه ملحد.

أول مخرج يتجاوز الـ300 مليون دولار

عام 1991، تجاوز المخرج كاميرون المئة مليون دولار كميزانية لفيلمه "تيرميناتور 2: يوم الحساب" (Terminator 2: Judgment Day).

وبعد 6 سنوات، كسر حاجز المئتي مليون دولار في صناعة فيلمه "تيتانيك" (Titanic).

وبعد إثني عشر عامًا، تجاوز حاجز الـ300 مليون دولار في صناعة فيلمه "أفاتار" (Avatar)، الذي خرج كصفعة قوية لمن يحاولون الفصل بين جمال الصورة وعمق القصّة وصناعة فيلم مُمتع.

بوستر لفيلم "أفاتار"

الأمر المُشترك بين الأفلام الثلاثة -علاوة على نجاحها الساحق واشتراكها في اسم المخرج، أنّ جميعها أفلاماً عظيمة، ستبقى في الذاكرة مهما مر الزمن.

نجاحاته

هُناك مخرجون عاديّون، وهُناك جيمس كاميرون الذي يضرب بقوّةٍ في كُل مرةٍ يصنع فيها فيلمًا.

كاميرون مُخرج رائد، حقق قفزات تقنية عظيمة في "الغرباء" (Aliens) و"الهاوية" (The Abyss) و"تيرميناتور 2″ (Terminator 2) ثم في "تيتانيك" (Titanic) وأخيرًا في "أفاتار" (Avatar)، بحيث يزاوج الرجل بين مؤثرات "CGI" وبين تقنية "Live Action"، وابتكر تقنية جديدة أسماها "The Volume"، اعتمدت على قناع وجه حساس جدًا مدعم بكاميرا دقيقة لالتقاط تعابير الوجه، وفوق كُل ذلك طوّر كاميرون نظام "Fusion Digital 3-D Camera" بالشكل الذي أتاح للمثلين إمكانية رؤية المؤثرات التي تحيط بهم بدلًا من الوقوف أمام خلفية خضراء أو زرقاء والاعتماد على خيالهم في رؤية المشهد.

ما يميّز أفلام كاميرون عن غيره..

كاميرون مُميز جدًا على مستوى الإهتمام بالألوان وأهميتها في عرض الفيلم، فيلم "تيتانيك" (Titanic) كمثال، بحيث يولي أهمّية خاصة للأحمر والأزرق، نرى الأحمر في شعر روز وغرفتها وفي السفينة، ونرى الأزرق في المياه المُحيطة وخصوصًا قرب الختام، هذا الأمر يجعل المُشاهد، يستنبط أن هناك أمرًا إيجابيًا سيحدث أثناء ظهور اللون الأحمر وتدرجاته، فالمشاهد التي تجمع بين روز وجاك تعطي الإحساس بالدفء، والعكس عند ظهور اللون الأزرق، يشعر المشاهد بالخطر حين يرى القبطان جبل الثلج، ويستمر الأمر في حركية الكاميرًا، يرى المشاهد جاك من أعلى بينما يرى روز من زاوية ضيقة، وهذا يظهر الفوارق الطبقية بين كلي الشخصيتين.

المخرج جيمس كاميرون

كاتب سيناريو أصيل

يقول كاميرون إنّ "كتابة السيناريو بالنسبة لي يشبه الألعاب السحريّة، الأفكار تشبه الكرات في الهواء، وكم عدد الكرات التي تستطيع التقاطها في المرة الواحدة؟ هذه الأفكار يجب أن تجمعها، وتتبلور معًا في شكلٍ واحدٍ".

هو كاتب سيناريو وسينمائي أصيل، "أفاتار" (Avatar) مثلا برؤية أوسع قد يكون مزيجًا من "يرقص مع الذئاب" (Dances With Wolves) و"القيامة الآن" (Apocalypse Now) ولكن بنظرة خياليّة، وفوق كُل ذلك كاميرون يستلهم نفسه، غزو فضائي مثل "الغرباء" (Aliens)، وقصة حُب بين شخصيّات مُختلفة البيئة مثل "تيتانيك" (Titanic).

يعتبر كاميرزن أنّ "السينما فن، وما يحدث هو خيار فنّي ولا يتعلق بالفيزياء. لو لم يمت جاك لأصبح الفيلم بلا معنى، وكون المُشاهد تألم لوفاة جاك فهذا يعني أنه استوعب رسالته، فهو فيلم عن الموت والعزلة".