في حلقة فتحت فيها صفحات الألم، الحزن، اللجوء، الفقد والنجاح، حاورت الاعلامية جومانة بو عيد الناشط والكاتب الفلسطيني الكندي الشاب شاكر خزعل ببرنامجها "يلا نحكي" لتكشف جوانب رائعة وانسانية بشخصيته وحياته الثرية بالتجارب والمواقف.
بو عيد وصفت ضيفها بالملهم والمؤثر صاحب الأمل الكبير بوقت لم يكن هناك اي ضوء، وكل كتاب يصدره يحمل بطياته صدمة وبصمة كما لفتها بداية اسمه شاكر.
تحدث شاكر عن عائلته وتأثره وحبه لجده الذي يحمل اسمه رغم انه توفي قبل ولادته. لكن المحبة عرفها من اعمامه والمجتمع الذي انتمى اليه.
استهلت بو عيد الحلقة بالحديث عن موهبته بكتابة القصص التي يستقيها من اشخاص حقيقيين فشرح خزعل حقيقة الأمر: كل قصصي الستة مبنية على اشخاص حقيقيين باستثناء البعض الخياليين المستلهمين من الواقع.
غاصت بو عيد بشخصيته المميزة بعيداً عن الحقد والانتقام من الواقع وسر الحصانة التي اكتسبها بالحياة فأجاب: الأهل هم السبب الرئيسي خصوصاً ان والدتي استاذة متعلمة ومثقفة وكذلك والدي، فتلعمت منهم ان اللجوء هو طريق لتغيير حياتي لذا سافرت الى كندا.
بوعيد سالت شاكر خزعل عن احب الاشياء بشخصيته كفلسطيني فاجاب: تعلمت معنى المقاومة في الحياة، والمقاومة تجاه الصعوبات اما العالمي فأحب الدبلوماسية والتفكير بالتغيير دائماً بعد كل خطوة. وفي مفاجأة بآرائه قال خزعل: انا لا أؤمن بالانتماء لوطن واحد، فانا انتمي لفلسطين وللبنان ولكندا. من الجانب الآخر طرحت بوعيد مبدأ الاستقرار والبيت في حياته فكان جوابه صادماً بانه لا يحب المنزل بمقدار عشقه لتغيير المكان باستمرار.
وعن الفارق بين كندا وفلسطين، اجاب شاكر خزعل: في فلسطين مهد الاديان والحضارات والعادات والتقاليد، اما كندا فهي دولة حديثة فيها الحريات.
بعد النجاح الكبير لمبيعات كتبه ، فتحت الاعلامية بو عيد صفحة الغرور المرافق لهذا النجاح فاجاب: رجلي على الأرض طبعاً... لكنه بالمقابل تذكر موقفاً على الطيارة حين طلب منه الموظف الباسبور وواجهه بعصبية، فنصحه احد الأصدقاء بأن يغير طريقته لانه قد يتعرض لموقف صعب للغاية.
روى شاكر خزعل احداث سفره الى كندا بعمر السابعة حين توجه الى المفوضية وقرر الابتعاد نهائياً عن المخيم بدعم من عائلته، دون الالتفات الى الوراء وذلك عام 1997.
اعترف خزعل بمراحل الفشل مع رفض كتابه "اعترافات طفل الحرب" من كل دور النشر لكنه تخطى ذلك لاحقاً بعد النجاحات.
شدد شاكر باللقاء على الصحة النفسية واعترف انه يستشير الاخصائي النفسي اسبوعياً، كاشفاً انه تعرض لأزمة نفسية حادة عام 2023 وصلت حد التفكير بالانتحار فقصد المصحة النفسية لمتابعة بروتوكل معين كي يتشافى نظراً للوضع الصعب الذي عاشه.
باب كبير فتح للكتب التي طرحها وتلك التي لم يطرحها كاشفاً انه كتب عن الايزيدين وينتظر الوقت المناسب لإصداره و 180 الموجه فقط ل 180 شخص لان احداثه تتعلق بمرحلة مرض والدته الراحلة.
تكاد تكون رواية "حكاية تالا" ابرز المحطات بحياة وشهرة شاكر خزعل فروى بالتفصيل لجومانة بوعيد حقيقة شخصية تالا وانها كتبت بعد لقاء جمعه ببائعة هوى سورية في سلوفانيا حين كان مراسلاً لتغطية اوضاع اللاجئين على الحدود، لكنه بعد كتابة الرواية انقطع التواصل بينهما نهائياً .
تحدث خزعل عن صداقته بالفنانة اليسا التي يجمعه بها حب الحياة والسياسة والأحداث العالمية، وتطرق الحوار الى احدث اصداراته "اريكاز" الذي يتحدث عن ذاكرة الانسان والدماغ، كاشفاً انه استعان بالاطباء وعدد من المختصين بعدة مجالات واعتبره الأقوى بين كل رواياته.
شاكر خزعل لديه 3 أخوة وهم فايز وهاني وهادي منتشرين حول العالم بين البحرين وكندا والسويد، عرفتنا عليهم الاعلامية جومانة بو عيد بمعرض الحديث عن العائلة وعلاقته بهم التي شهدت غربة وسفر خاصة انه هاجر بعمر العشر سنوات. لم يخف شاكر تأثره بوالده الذي ورث منه حب الناس والمجمتع لكنه يشعر بالندم الكبير على ابتعاده عن والدته حتى وافتها المنية بشكل مفاجىء بعد اصابتها بوعكة صحية، وكشف لبوعيد تفاصيل يرويها لاول مرة حول رغبة والدته بدفنها في فلسطين لكن مع تعذر تحقيق الأمر اضطر للاحتفاظ بشعرها كي يذهب يوماً ما الى ضيعتها تل شيحا شمال فلسطين ليبني لها قبراً تنفيذاً لوصيتها.
طلبت الاعلامية جومانة بوعيد من شاكر خزعل ان يضع عنواناً لكل الاحداث المؤسفة التي تحدث في فلسطين فاجابها: "بلا عنوان لان الشعب وقع ضحية انظمة مجرمة وظالمة".
ختمت بوعيد اللقاء بسؤال مميز عن الشخصية العالمية التي تأثرت بشاكر خزعل فأجابها هيلاري كلينتون اما هو فقد تأثر بشخصية السيدة الفلسطينة حنان شعراوي وتمنى لو كانت رئيسة فلسطين.